لقيت امرأة مسنة حتفها بولاية بسكرة إثر انهيار سقف منزلها العائلي بفعل التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة خلال ال24 ساعة الأخيرة، وأدى تساقط الأمطار وهبوب رياح قوية إلى تدمير سقف المنزل ووفاة هذه المرأة (86 سنة) بالتجمع السكني المسمى وادي السد ببلدية مزيرعة بناحية الزيبان الشرقية. تم نقل جثمان الضحية من طرف أعوان الحماية نحو الوحدة الاستشفائية لمدينة زريبة الوادي المجاورة وفقا لنفس المصدر. حيث كانت واحات بسكرة قد شهدت خلال ال24 ساعة الأخيرة تساقط كميات من الأمطار مصحوبة برياح قوية تسببت كذلك في إلحاق أضرار جزئية عبر مساحات فلاحية بالولاية. وحسب فلاحي مناطق لغروس وليوة وأورلال فإن الرياح الشديدة أسفرت عن إتلاف بعض مساحات الزراعات الحقلية كالحبوب ودمرت عددا من البيوت البلاستيكية المخصصة للزراعات المحمية. وبالإضافة إلى الخسائر الزراعية فإن الغبار المتطاير نتيجة الرياح الهوجاء التي هبت على المنطقة أدى إلى حجب الرؤية نسبيا على مستعملي الطرق حسب ما تم رصده ميدانيا عبر عدد من مقاطع شبكة الطرق. كما تسببت الأمطار الغزيرة في ولاية باتنة والتي كانت مصحوبة أحيانا بحبات البرد ورياح قوية في تسرب المياه إلى عشرات المنازل وعرقلة حركة السير جراء ارتفاع منسوب المياه بالشوارع والطرقات. ففي بلدية مروانة سجلت بها تسربات مياه الأمطار إلى العديد من المنازل والمؤسسات الصحية ومؤسسات تربوية بأحياء متفرقة من المدينة حيث تمثلت الأضرار المسجلة في تشقق بعض جدران المنازل وسقوط أسقف أخرى مع إتلاف المياه لأغطية وأفرشه وألبسة. وتدخلت مصالح الحماية المدنية أيضا ببلديات وادي الماء وكذا عين التوتة التي سجل بها تسرب لمياه الصرف الصحي إلى 3 منازل بوسط المدينة بالإضافة إلى تسرب آخر للمياه الى المنازل الواقعة بحي أولاد عيش ببلدية بيطام حيث تمكنت من ضخ المياه إلى خارج المنازل المتضررة . وكانت مدينة باتنة شهدت خلال ذات الفترة تهاطل أمطار غزيرة حولت العديد من الشوارع والطرقات إلى برك من المياه في حين أعاقت حركة السير خاصة بحي بوعقال الشعبي حيث وجد الراجلون وحتى المركبات صعوبة كبيرة في المرور بعد أن امتلأت الطرقات بسيول جارفة من المياه المحملة بالأتربة في ظل انسداد تام لأغلب البالوعات . وقدرت مصادر الرصد الجوي المتواجدة على مستوى مطار بن بولعيد الدولي كمية الأمطار الملتقطة به ب 19 ملم مشيرة الى أن الكمية المسجلة بباتنة تفوق ذلك. وتساقطت بعديد المناطق بولاية سطيف كميات معتبرة من الأمطار فاقت 40 ملم بشمالها و19 ملم بجنوبها مصحوبة برعود وتسببت هذه الأمطار الرعدية في تسجيل خسائر مادية "بسيطة'' خاصة بالمناطق الشمالية من الولاية حيث قامت فرق الحماية المدنية بعديد التدخلات ببلديات كل من سطيف وعين الروى والأوريسيا وعموشة حسب ما أوضحه الرائد أحمد لعمامرة. وتم تسجيل انهيار أسقف بعض البنايات والسكنات الهشة على مستوى حي ''المستقبل'' والحي السكني الجديد ''قاوة'' و''عين الطريق'' ببلدية سطيف وكذا بحي البساتين ببلدية عين الروى شمال سطيف. كما تسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار بالمجرى المائي لمنطقة الشيخ العيفة (فرماتو سابقا) بالمخرج الشمالي لمدينة سطيف والذي بلغ 40 سنتيمترا -حسب نفس المسؤول- في عرقلة حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين سطيف وبجاية. وببلدية عموشة شمال سطيف ارتفع مستوى مياه الأمطار المتساقطة عبر الشوارع إلى 40 سنتيمترا مما تسبب في تسرب سيول الأمطار الى بعض المنازل فيما لم تسجل أية أضرار مادية أخرى بالإضافة إلى سقوط عمود كهربائي بحي 122 تحصيص ببلدية الأوريسيا. عزل 50 ألف عائلة في عدة ولايات أعلنت فروع الشركة الوطنية للكهرباء والغاز ''سونلغاز'' عن الشروع في تطبيق مخطط استعجالي لإعادة ربط شبكة نقل الكهرباء في ولايات بسكرة والوادي وورقلة وهي الولايات التي تشهد منذ أول أمس الاثنين اضطرابات جوية. وأعلنت ان عملية الانتهاء من المخطط ستكون في ''أقرب الآجال''. وأشار بيان لسونلغاز الوسط إلى ان ''الأمطار والرياح القوية التي عصفت بهاته الولايات ادت إلى انقطاع التزويد بالكهرباء بالنسبة ل50 ألف منزل وتضررت العديد من الخطوط الكهربائية ذات الضغط المتوسط''. وذكرت الشركة ان هذا الوضع دفع بها الى تطبيق مخطط استعجالي لتسيير هذا الوضع والتكفل بالخطوط الكهربائية المتضررة. وأوضح البيان ان التدخل الفوري لهذه الشركة سمح ''بإعادة ربط أغلبية المنازل المتضررة باستثناء مقاطعة زريبات والحامد والمغير حيث يوجد نحو 16000 منزل محروم من الكهرباء'' مؤكدا ان فرقه ''منتشرة ميدانيا لإعادة ربط هذه المنازل في اقرب الآجال''. وكانت ولاية ورقلة شهدت في اليومين الأخيرين مظاهرات بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وما زاد من حدة الاحتجاج في العديد من مناطق الوطن هو ان بعض الانقطاعات حدثت في توقيت مباريات نهائيات كاس العالم. وقصد تصليح خطوط نقل وتوزيع الكهرباء (الضغط العالي والمتوسط) أشارت الشركة الى انه تم وضع خلية أزمة بالتنسيق مع المتعاملين الآخرين المعنيين. وأكدت ان ''مسيري شبكات نقل وتوزيع الكهرباء منتشرون ميدانيا لإعادة الربط بالكهرباء في اقرب الآجال''. وبالرغم من إعادة ربط اغلبية المناطق المتضررة قالت سونلغاز ان الوضع ''يظل جد مضطرب'' في انتظار إعادة تصليح كافة الخطوط المتضررة وان الاضطرابات المسجلة في الربط بالشبكة الكهربائية ''بدأت يوم 15 جوان على الساعة الثالثة''. واكدت الشركة الجزائرية لتسيير شبكة نقل الكهرباء ان الاضطرابات الجوية التي مست جنوب شرق الوطن تسببت في ''انهيار نحو 50 عمودا كهربائيا للضغط العالي وشل خمس خطوط هامة لنقل الكهرباء'' على مستوى المنطقة. وأشارت الى ان ''وضع خلية أزمة سمحت بالتجنيد السريع للإمكانيات البشرية والمادية خاصة فرق الصيانة ومؤسسات انجاز المنشات'' معلنة عن ''تصليح الضرر الذي لحق بالخطوط في اقرب الآجال''.