تجد سوق انتقالات اللاعبين للمرحلة الشتوية في الرابطة الأولى موبيليس لكرة القدم, صعوبات كبيرة في بلوغ سرعتها الطبيعية, بسبب غياب العصافير النادرة, باستثناء مولودية الجزائر وشبيبة القبائل اللتين تدعّمتا بلاعبين اثنين بالنسبة لكل فريق. هذه المرحلة التي انطلقت رسميا يوم 16 ديسمبر وتختتم يوم 15 يناير لم تعرف حركية كبيرة لحد الآن, خلافا للمواسم الماضية مثلما يؤكده الملاحظون المتتبعون لشؤون الكرة المستديرة. و تعاني أغلب الأندية في استقدام لاعبين جدد على غرار وفاق سطيف وشباب بلوزداد وحتى مولودية وهران, في حين ظهرت مولودية الجزائر وشبيبة القبائل أكثر نشاطا في هذا المجال. وقد نجحت المولودية العاصمية في اقتناء حاجياتها من الغرب الجزائري باستقدام المهاجم محمد أمين سويبع من مولودية وهران ولاعب الوسط الهجومي أسامة تبي من سريع غليزان, واللذين أمضيا على عقد لمدة 18 شهرا. أما شبيبة القبائل التي تطمح لاستعادة بريقها الضائع, فقد فضلت التسوق في العاصمة, مستقدمة على سبيل الإعارة لاعبي الوسط الهجومي, زيري حمار (اتحاد الجزائر) والياس بن يوسف (نادي بارادو) اللذين التحقا على التوالي لمدة 6 و18 شهرا. ولا زالت شبيبة القبائل تسعى للتعاقد مع المدافع الدولي السعيد بلكالام ومهاجم اتحاد الحراش حمزة بانوح. أما وفاق سطيف, حامل اللقب فقد اكتفى لحد الساعة بتمديد عقد صانع ألعابه عبد المؤمن جابو لمدة 18 شهرا, بعد أن قدم اللاعب خلال مرحلة الذهاب للبطولة مردودا عاليا سمح له باستعادة مكانه في المنتخب الوطني بقيادة الناخب رابح ماجر. ويعتزم رئيس الوفاق, حسان حمار تدعيم تشكيلته بلاعبين جدد, حسب الحاجيات التي حددها المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة الذي يعود للبطولة الجزائرية بعد ست سنوات من الغياب. من جهته, حقق شباب قسنطينة, البطل الرمزي لمرحلة الذهاب, صفقة مدوية بتعاقده مع المدافع الدولي مختار بلخيثر القادم من النادي الإفريقي التونسي ومازال يتبع عن كثب المهاجم الليبي محمد الغانودي. و فضلت إدارة اتحاد الجزائر استعادة لاعبيها القديمين وهما وسطا الميدان وليد العرجي ورفيق بودربال. فبالنسبة للعرجي (22 سنة), فجاءت عودته بعد ان قضى 18 شهرا في صفوف نصر حسين داي على سبيل الإعارة, فيما عاد بودربال (30 سنة) من فرنسا بعد قضائه موسما أبيض دون نشاط, وهي عودة لم تكن منتظرة علما وأنه أمضى عقدا في شهر يوليو 2016 لمدة 3 سنوات. الهدوء الذي يسود الميركاتو الشتوي بالجزائر, يأتي في الوقت الذي قررت فيه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم, خلال اجتماع مكتبها الفيديرالي الأخير, رفع عدد الاجازات الجديدة إلى اربع بدل ثلاث خلال الفترة الشتوية للانتقالات. ويتساءل المختصون عن جدوى هذا القرار في الوقت الذي تتخبط فيه الأندية في أزمة مالية خانقة. ولا زال منع استقدام اللاعبين يخيم على أغلبية الأندية وهو ما يفسر "برودة" سوق التحويلات كذلك, فيما تواصل الأندية "الثرية" صرف أموال طائلة على لاعبين ذي مستوى يبقى محل شكوك. وعلى سبيل المثال, تقابل مدرب اتحاد بلعباس, سي الطاهر شريف الوزاني مع الرئيس الجديد للنادي, هدة بوجلال الطيب, عقب لقاء الكأس ضد هلال شلغوم العيد, حاثا إياه على العمل لرفع العقوبة التي تضرب النادي سريعا على غرار 15 ناديا آخر من الرابطتين الأولى والثانية, بسبب الديون المالية العالقة. وكان 12 ناديا من أصل ال16 للرابطة الأولى, ممنوعا من الاستقدامات قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد (2017-2018) حيث مثلوا أمام لجنة الانضباط لرابطة كرة القدم المحترفة بسبب عدم تسوية الديون العالقة للاعبين والمدربين. ونجح البعض منها في تسوية وضعيتها وبالتالي استقدام لاعبين جدد.