عين الحجل تفقد علَما آخر من أبرز أعلامها وتودع عالما جليلا سخّر حياته لخدمة الدين والدّعوة الأستاذ والمربي علي العيفاوي " كان مدرسة حقيقية في العلم والأدب والأخلاق والتواضع والزهد وقد ترك بصمات كبيرة في كافة المواقع "الأستاذ عمر علاك " لقد كان عالما جليلا وفقيها مستنيرا ، متواضعا وزاهد يتطلع إلى مرضاة الله عز وجل ، رجل تنحني الرؤوس لمثله احتراماً وتقديراً "الأستاذ عاشور المسعود " أفنى عمره في طاعة الله، ودفاعه عن اللغة العربية ، ضحّى طويلا من أجل ترقية اللغة العربية ، وبث روح الوطنية ونشر العلم في أوساط الشباب " رحمك الله سي عيسى زايدي شيخ الأخلاق والتعامل الحسن حين يحار المرء ماذا يكتب أو من أين يبدأ عند الحديث عن شخصية رجل وشيخ جليل وظاهرة فريدة من نوعها بين المشايخ الكبار يوقن السامع أننا بصدد الحديث عن شخصية المرحوم الشيخ الإمام والمربي سي عيسى زايدي ، فهو بحق ظاهرة تستحق التعميم. حيث حياته كانت مليئة بالنضال والتضحية وسيرته كلها شرف وإباء وتقى ، ما توانى عن خدمة دينه وأمته لحظة واحدة ولم يتخاذل في المواقف العصيبة والمصيرية ، ولا بد من التأكيد على أن فضيلة الشيخ ذكراه حيّة وخالدة ، فهو لم ولن يصبح غائباً بل سيظل علماً مرفوعاً فوق سارية الإحسان والعطاء فأعماله ومواقفه ستبقى ماثلة أمامنا ونسال الله له حُسن الجزاء فللعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ، ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام . فقدت عين الحجل علَما آخر من أبرز أعلامها وخسرت عالما جليلا سخّر حياته لخدمة الدين والدّعوة إلى سبيل اللّه القويم بالحكمة والموعظة الحسنة ، حين انتقل الشيخ سي عيسى زايدي إلى جوار ربّه ، الأمر الذي صدم الحجيليين الذين يعتبرونه أبا لهم وسيكون من الصّعب أن يخلفه داعية أو شيخ آخر، وقد بدا التأثّر على ساكنة عين الحجل ، الذين استغلّوا تجمّع محبيه لإلقاء نظرة الوداع على الفقيد قبل تشييعه لمثواه الأخير للدعاء له بالرّحمة والمغفرة وحسن الثواب يأتي الموت فجأة فيأخذ منا كل عزيز وغالٍ ويترك لنا أصعب الذكريات التي تملأ قلوبنا وجعاً واشتياقاً، الموت يخطف أعز الأحبة فيخيّم علي قلوبنا الحزن والألم والندم على كل لحظة وثانية قضيناها بعيدين عنهم ، يأتي الموت فيصبح القمر معتماً والشّمس مظلمة، تكاد تنطفئ الحياة وبهجتها وجمالها في قلوبنا ونبقى وحيدين في قمة الحزن والألم ، لا نريد أن نتقبل حقيقة فراقهم ورحيلهم وكأنهم لم يعودوا ينتمون إلي عالمنا وتركونا نعاني مرارة فقدانهم والبعد عنهم رحل أحد أعيان عين الحجل شيخ عرف بالأخلاق الحسنة لقد فقدت عين الحجل أحد رجالاتها الأوفياء ، رحم الله الشيخ سي عيسى زايدي بن سي محمد ، الذي كان له وهج خاص في المجالس ، والذي لا تكاد تسمع منه إلاّ ما يسرك من حلو الكلام وجميل الحديث ، إذا تكلم أوجز وإذا أوجز أفاد ، يستمع إليك أكثر ممّا يتكلم ، يكره ويمقت أن يذكر أحدا من الناس في حال غيبته ، يكره الغيبة والنميمة والخوض في أعراض النّاس ، هكذا عرفناه ولا نزكي على الله أحد ، رحم الله الرجل الذي أحبنا وأحببناه وجعل ما أصابه تكفيراً له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا وإياه في مستقر رحمته ، وجبر الله مصيبتنا في فقده وجعل الخير متواصلاً في عقبه أمين، وألهم أبناءه ومحبيه الصبر والسلوان " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ " الشيخ سي عيسى زايدي بن سي محمد –رحمه الله – أحد رجالات العلم والدين في عين الحجل عاش لكتاب الله وسار إلى ربه في صمت ، العصامي الذي ملأ عين الحجل بعلمه وحفظه لكتاب الله عز وجل ، خصّه الله بمحبة الناس وغيبته عين الحجل . منذ يومين ، ودّعت عين الحجل في المسيلة طودا من أطواد العلم والدين ، ملأ المدينة ماضيها قبل حاضرها بنشاطه وعلمه، وبرحيله فقدت مرجعا نادرا في الدين والدنيا ، كان فريد زمانه وزينة مجلسه ، كان مدرسة قائمة بذاتها ، ومرجعا منشودا في علوم الدين والحياة ، عالما جليلا، إماما ومصلحا وداعية وأستاذا مبجلا ، عُرف بأخلاقه العالية وتواضعه ، زاهدا في الدنيا قانعا بما حباه الله من العلم والورع ، مقبلا على كتاب الله إقبال النحل على الزهر، منشغلا بعبادة الواحد الفرد الصّمد ، عصامي التكوين شأن العظماء ، قديما وحديثا ، سلاحه الإرادة والتصميم ، تتلمذ على يد الشيخ الإمام العلاّمة الفقيه بن درفلو بالمسجد العتيق قديما مسجد الأمير عبد القادر حديثا ، ذلكم هو الشيخ سي عيسى زايدي بن سي محمد ، الذي سأحاول أن أرسم عنه صورة واضحة المعالم جلية الخصال ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، إنه ذلكم الرجل الفذ الشيخ الحكيم والمربي الفاضل المفتي ، رجل بذل من علمه وجهده الكثير.. بيد أنه لم يحظ بما يليق بعطائه الجم الغزير نظير تلك الخدمات التي أسداها للبلاد والعباد ، مسيرة رجل عاش حاملا لراية العلم والدين ورحل إلى ربه في صمت. عيسى زايدي المعروف بالشيخ سي عيسى زايدي بن سي محمد ، ولد بعين الحجل نهاية الثلاثينيات ، من عائلة إسلامية محافظة ، كان أحد رجال الدين والمحدّثين بعين الحجل ، نشأ في جو عائلي مفعم بالثقافة الدينية، ترعرع في بيت علم وتقى وورع لأسرة علمية معروفة بالعلم والفضل ، حيث كان والده الشيخ سي محمد رحمه الله فقيهاً مالكيا ، أجازه في علومه ومعارفه كبار المشايخ ، وقد علّم أبناءه الثلاثة العلوم الشرعية والعربية ، تلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه ، حيث حفظ القرآن في سن مبكرة ، كما كان والده سي محمد الذي خدم بزاوية الهامل وحفظ القرآن حريصا أشدّ الحرص على تنشئته تنشئة العلماء، فحفظ إلى جانب القرآن الكريم "فقه المذهب المالكي " وبعض كتب الدين والتفسير والسيرة النبوية " ، كان حكيم عصره ، وموسوعة فكرية إلى جانب فصاحة في اللسان وبراعة في البيان، وتحكّم تامّ في ناصية لغة العرب وملكة في التعبير مدهشة ، مكنته من ارتجال الكلام في أي موضوع أو مقام ، ملمّا بالآداب وقضايا الأمة ، لقد كان بمثابة دائرة معارف من علوم الدين ، التي بلغ فيها شأوا بعيدا إلى علوم الدنيا التي نهل منها الكثير... فاتسع إناء علمه أكثر، ليستأنف إمامة النّاس تطوّعا، حيث أمّ بالناس التراويح في : ساحة مدرسة بن يطو و حي الدرك وبيته سنوات السبعينيات والثمانينيات ، كما صلّى صلاة العيدين بالنّاس لمدة طويلة بمقبرة راجح ، هذا وكان الشيخ يعقد القران (المهر) الشرعي بمعية سي بلقاسم جوبر و عمر بن الشريف زد على ذلك كان معلم قرآن متطوع ففتح أفواج لتدريس وتحفيظ كتاب الله سنوات الستينات بكل من لاسيتي وحي الدوك فخرّج الكثير من الطلبة الحافظين لكتاب الله واليوم هم إطارات تربوية وقامات علم ودين نذكر من بينهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ الدكتور الداعية محفوظ رحماني الذي حفظ على يديه القرآن الكريم من سورة يس إلى الفاتحة تطوعا ، لتكون هذه أهم محطات الرجل والتي اكتملت فيها شخصيته وتفتقت عبقريته فهو لم يدخل مدرسة نظامية ، بل كان يأخذ العلم عن والده وكبار المشايخ ممّن عاصرهم فزاد نبوغه وعبقريته واشتدّ ذكاؤه فأبان عن مؤهلات علمية فكرية ودينية وفقهية كبيرة ما أهله ليكون من بين المشايخ الكبار الأفذاذ... كان مربيا معلما وإماما وفقيها ومفتيا، احترمه كل من عرفه ودرس على يده ، وكوّن أجيالا بأكملها نهلت من منهله العذب الصافي.. لتتولى بعد ذلك بدورها أمانة التعليم وحمل مشعل العلم والدين ، لم يكن للرجل وقت فراغ ، فكان لا يكاد يتفرغ حتى لعائلته الصغيرة ، فهموم التعليم والبحث والمحاضرات لا تترك له هنيهة ، وكثيرا ما نسي وجباته الغذائية ، لأن غذاءه الفكري كان مطلبه الأول ... اشتغل حارسا بالمدرسة الابتدائية مالك بن نبي والشهيد بن يطو حتى تقاعد اختص بركن "قراء الحزب " في المسجد العتيق رفقة مجموعة من المشايخ ، كان في كل حلقات الذكر في كل عدد يتناول قضية من قضايا الفقه يفصّل فيها ويفيض ، نشاطه الدؤوب لا ينقطع ، حيث سجل حضوره المتميز في كل جلسات وحلقات الذكر والفكر الإسلامي ، ساهم بمحاضرات قيّمة ، إلى جانب نشاطه الاجتماعي الإصلاحي والتربوي والذي يبرز من خلال محاضراته المكثفة ودروس الوعظ والإرشاد في مساجد المدينة ، لقد كرّس حياته كلّها لخدمة الدين والعلم ، كان دوما ملبّيا لمجالس الفكر والعلم. ، أمدّ الإطارات بعلم غزير ومنهج فقهي سليم ، دون أن يتوقف عن الاشتغال في ميدان الدعوة في المساجد هذا بالاضافة إلى أنه كان مؤذنا متطوعا بمسجدي العتيق وعلي بن أبي طالب ، ضف إلى ذلك كان من الروّاد الأوائل في اللّجنة والجمعية الدينية بالمسجد العتيق للرعيل الأول رفقة أخيه عبد القادر وكبار المشايخ بعين الحجل أمثال : الفضيل بن عامر، الحاج بن النايلي والهتاك والحاج المسعود والزهاق وسي الصالح ، الحاج علي بن العيد وسي محمد جوادي .. كان الشيخ عيسى يمثل مرجعية دينية حقيقية ، حيث كثيرا ما استنجد به البعض من أهل المدينة واستعانوا به– رحمه الله – كلّما احتدم الأمر في مسألة فقهية ، ليقدم آراءه مشفعة بالتدليل والتأصيل ، وهو ما زاد من احترام ساكنة المدينة للرجل الشيخ الذي رسم للأئمة منهجا لا يلتبس وقيّض لهم دليلا لا يِزل مهنة الإمامة لم تكن لدى الشيخ مهنة يمتهنها لتوفير لقمة عيش لأبنائه.. ولم تكن مجرد وظيفة يسترزق بها ، بل كانت رسالة وأمانة ثقيلة الأوزار حملها بكل إيمان وروح مسؤولية ، تشرّف بها لخدمة دينه وأمته ، وأحبّها وأخلص لها.." يتحدث الشيخ علي لعيفاوي عن الفكر الموسوعي للشيخ عيسى ، فقد كان متخصصا وفقيها على المذاهب المالكي .. وهنا يروي قصة للشيخ حدثت معه هو أنّه قدم له القرآن الكريم مكتوبا بخط يده وبالخط المغربي الإسلامي وطلب منه أن لايريه إلى أي كان حتى يتوفاه الله وفعلا احتفظ الشيخ علي بالأمة لمدة 17 سنة إلى أن توفى الأجل الشيخ سي عيسى زايدي ، وأضاف أنه كان كلما سئل عن قضية فقهية يجيب بالتحليل والتفسير المستفيض وبالأدلة والبراهين والحجج الدامغة " منهجه الوسطية والاعتدال منهج الشيخ سي عيسى في الجانب الفكري والفقهي والفتوى منهج الوسطية والاعتدال، يمقت التشدد والتعصب ، كما كان رحمة الله عليه عارفا ، أتم المعرفة بالمصطلحات الفقهية لدى أكبر أهل الفقه ملمّا بآرائهم ويقر كل من عايش الشيخ بتواضع الرجل فيقول عنه : "لقد كان الشيخ على جلالة قدره في الفقه وعلو همته متواضعا في تعليم الناس، وما كان يشعرنا البتة بأنه أعلم الناس، أو ممّن أحاطوا بكل جوانب العلم" ، ويؤكد البعض أن الرجل كان مفتيا مقتدرا يقدم الفتوى على المذهب المالكي ثم يرجح بعض الأقوال.. مفضلا ألا يلزم نفسه وغيره بفتاوى معينة ، نظرا لخطورة الفتوى بالنسبة له، ومسؤولية كبيرة، من باب أن الأولى بمن يفتي أن يضمن ما يترتب على أخطاء أو أخطار الفتوى ، ولم يكن الشيخ يتحرّج من إرجاء الإجابة عن مسألة للفتوى، فإن لم يكن الجواب حاضرا ومؤكدا كان يمهل السائل حتى يتبين من أهل العلم مثال للأب الكريم والزوج الرحيم انشغل الشيخ عيسى منذ صغره بالعلم والدين ونسي حظه من الدنيا ، وهو ما جعله يتأخر في إتمام نصف دينه ولم يتزوج إلا في سن متقدمة ، حسب رواية أحد من عايشوه ، دأبه في ذلك دأب الكثير من العلماء والفقهاء الذين لم تكن الدنيا أكبر همهم ولا مبلغ علمهم ، لقد تزوج مرتين، فلم يسئ معاملة زوجاته يوما طيلة حياته ، لقد كان نعم الزوج.. رحيما بأبنائه عفوّا لا يقسو عليهم إلا عند الضرورة ، علمهم اللغة العربية وحفظهم القرآن الكريم ، لم يكن غليظا بل كان متسامحا ، ولم يكن أبدا متشدّدا" فيقال بأنه كان يمثل الأب المثالي الذي يصاحب أبناءه ويعلمهم دروس الحياة ، إلى جانب دروس العلم "كان حريصا على تربيتهم تربية سوية صالحة. يوصيهم بالأخلاق والفضائل والابتعاد عن الرذائل ، تعلموا منه أمورا اتّخذوها إلى اليوم منهجا في حياتهم.. اجتماعي بطبعه ومنكّت ماهر لم يكن الشيخ والإمام سي عيسى من أولئك الذين يلتمسون لأنفسهم الهيبة والوقار باعتزال مجالس العامة من الناس والاعتكاف بالمساجد ، بل كان اجتماعيا يخالط الصغير والكبير. يستوقفه الجميع في الشارع من أجل الفتوى كبارا وصغارا ، شيوخا وأطفالا.. ولم يكن يرد أحدا ، كان خلوقا متكتما ، لا يجاهر بآرائه وانتقاداته ، لا يبحث عن الشهرة وذيوع السمعة ، يجنح للظلّ والعمل العام بعيدا عن الضوضاء والأضواء والضجيج ، عرف بالنكتة والمرح وجمعه بين الجد والهزل دون تفريط ولا إفراط ، هكذا وصفه بعض من عرفوه. لقد كان الرجل لا يكلّ ولا يمل.. باله منشغل على الدوام بقضايا أمته ، متأثرا بها حزينا على تشتتها وتفرقها بعد أن ابتليت بأمهات الفتن ، وقد شهد كلّ من تحدث عنه أو في أثناء تشييع جنازته أن الراحل رمز في الأخلاق الإسلامية ونموذج للمؤمن المدافع عن قيم دينه ومحبوب يدخل القلب دون استئذان وأنيق لا يجارى في ذوقه ، مثلما أجمعوا أنه موحّد الصفوف وفاتح أبواب الخير أمام الجميع عين الحجل تفقد شيخها الجليل سي عيسى زايدي بن سي محمد وتنعيه الأستاذ عمر علاك : يحار المرء في إدراك أبعاد شخصيته فهو عالم جليل وفقيه مستنير ، متواضع وزاهد يتطلع إلى مرضاة الله عز وجل ، وأنا هنا وفي هذا المقام أقول بأن الشيخ سي عيسى كان بحق رجل تنحني الرؤوس لمثله احتراماً وتقديراً كيف لا فهو المعلم والمربي والداعية لا يخشى في الله لومة لائم ، ضرب أروع الأمثلة في الذود عن حياض الإسلام والمسلمين رأيت فيه ما لم أره في غيره، من جد وتفان ودفاع عن العربية والإسلام، وفوق هذا كله هو متعدد المواهب، وكل جانب في شخصيته يستحق الوقوف عنده، وإعطاءه ما يستحق، وقد عرفته صديقا للوالد وللعائلة كافّة ، فوجدته مجاهدا ومناضلا ومدافعا عن توحيد الصفوف وإعلاء كلمة الحق، ومربيّا متفانيا في تنوير طلبته. المربي الشيخ علي العيفاوي الشيخ عيسى زايدي كان محبوب الجميع بلا منازع ، نظرا لأناقته الدائمة ، وعلمه الغزير وطريقته التربوية المتميزة، التي عادة ما تتخللها روح الدعابة والنكتة.. ، تعلمت من الشيخ ، الصبر والإخلاص وحب الوطن هو مدرسة حقيقية في العلم والأدب والأخلاق والتواضع والزهد وقد ترك بصمات كبيرة في كافة المواقع ، سائلاً الله القدير أن يعوض عين الحجل والجزائر خيراً لأن الشيخ عيسى يعتبر أحد القدوات النادرة في هذا الزمن فقد كان مثال العالًم العامل رحمه الله الأستاذ عاشور المسعود : الشيخ الجليل سي عيسى أفنى عمره في طاعة الله، ودفاعه عن اللغة العربية، ، ضحّى طويلا من أجل ترقية اللغة العربية ، وبث روح الوطنية ونشر العلم في أوساط الشباب ، وأشيد بدوره الكبير ومواقفه ومبادراته العلمية التي كانت فرصة حقيقية لبعث روح النقاش والإبداع بين الأساتذة والتلاميذ آنذاك ، الرجل ليس بحاجة إلى تعريف لأنه العالم والعامل الصادق فيما يفعل ويقول ، وهو الذي شغل أكثر من موقع وعرفناه بتقواه وصدقه وأمانته ومن شاهد جنازته لاحظ كم يحبه ويحترمه أبناء شعبه ويقدرون العلماء الصادقين المنتمين لدينهم وأمتهم وأخيرا ستبقى لنا يا شيخنا الجليل نبراساً تضيء لنا معالم الطريق لنهتدي بهديك فأنت المعلم والمربي والداعية ، رحمك الله وأسكنك مع الشهداء والصديقين ومع من أحببت وحسن أولئك رفيقا ، وإنا على فراقك لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ونعزي أنفسنا وآلك الكرام بقول رسول الله (ص) إن لله ما أعطى ولله ما أخذ فاصبروا واحتسبوا... فإن لكل أجل كتاباً وإنا لله وأنا إليه راجعون ، لك تحايا كل من عرفك وكل من سمع بك فهم في الدار الدنيا وأنت في الدار الآخرة