كشف رئيس المجمع الجزائري للغة العربية عبد الرحمن حاج صالح أمس بالجزائر العاصمة عن تبني جامعة الدول العربية لمشروع الذخيرة العربية حيث أصبح مؤسسة تابعة لهذه الهيئة. وأوضح حاج صالح خلال الاجتماع الرابع للهيئة العليا لمشروع الذخيرة العربية أن هذا الأخير قد أصبح مؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية و هو ما يعد فوزا و انتصارا عظيما. وعن أهمية هذا المشروع يقول رئيس المجمع أنه يعد وسيلة ناجعة لجعل الأنترنيت تستجيب لكل سؤال قد يطرحه أي شخص باللغة العربية و هذا بغض النظر عن مستواه التعليمي أو الثقافي بحيث لا يقتصر الأمر على الجديد و إنما ينطبق هذا الميكانيزم كذلك على التراث العربي لما له من جانب عظيم من هويتنا. ومما يزيد من أهمية هذا المشروع كون قيمة اللغات على اختلافها مرتبطة بما تنقله من معلومات متعلقة بالتراث العلمي أو الديني أو الأدبي و المعلومات الجديدة فاللغة الأكثر إنتاجا للمعلومات العلمية و التكنولوجية تسود على غيرها يوضح ذات المتحدث. و انطلاقا من ذلك حذر حاج صالح من خطر عدم اهتمام أو عجز الحكومات العربية عن جعل الجديد من المعلومات في المتناول مؤكدا أن عدم الاطلاع على ما جد في العلوم و التكنولوجيا قد يكون سببا في تسلط الغير على الأمة العربية على الرغم من كل ما يصرح به من احترام لحقوق الإنسان. ومن جهته ثمن ممثل جامعة الدول العربية و مدير التنظيمات العربية المتخصصة بها خليل أبو عفيفة هذا المشروع الذي يمس بصورة مباشرة منظومة التعليم في الوطن العربي و التي أصبحت تشكل منذ قمتي الرياض و دمشق أولوية اهتمامات الجامعة معتبرا إياه لبنة قوية تأتي لتكمل مسار تطوير التعليم عربيا. أما ممثل منظمة الأليسكو ومدير الموسوعة العربية محمد الصالح الجابر فقد أشاد بدوره بهذا المشروع القومي الذي تتطلع الأمة العربية إلى تحقيقه قريبا فهو من أهم المشاريع في مجال التعريف بالانجازات العربية التي حققت و التي لا زالت تحقق في مختلف ميادين المعرفة. و ان تعددت المشاريع العربية التي تصب في نفس البوتقة إلا أنها لا يمكن حسب الجابرأن تكون بديلا لمشروع الذخيرة العربية التي بادرت به الجزائر و الذي يرمي أساسا إلى تجسيد وحدة الأمة العربية. كما لم يغفل ممثل الأليسكو الحديث عن الأثر الايجابي لهذا المشروع على الأجيال العربية الحاضرة و اللاحقة التي سيكون بامكانها الاغتراف من مناهل الحضارة العربية بكل ارثها القديم و الحديث من خلال وسيلة الأنترنيت التي يلجها و يبحث فيها باستخدام لغته الأم. و يتعلق مشروع الذخيرة العربية أو ما يسمى بلغة العصر بالانترنيت العربي ببنك آلي من النصوص القديمة و الحديثة يشتمل على التراث الثقافي العربي و على الإنتاج العلمي العربي و العالمي المنقول إلى العربية حاليا و الذي سيأتي في أجود ما يصدر منه و أعلاه قيمة بحيث سيكون له موقعا على الانترنيت. ومن بين الأهداف المرجوة من مشروع الذخيرة العربية إيجاد قاعدة معطيات نصية يحرر على أساسها عدد من المعاجم و خاصة المعجم الجامع للغة العربية . كما يرمي إلى أن يكون مصدرا موثوقا من المعلومات العلمية و التكنولوجية و الأدبية و اللغوية و الاجتماعية و الثقافية التي تستجيب لكل سائل و باحث عن عنها. و يعد المشروع من جهة أخرى أداة تربوية و تعليمية كمصدر موثوق للمعلومات الذي لا يستغنى عنه موجه للتلميذ الصغير أو المراهق أو الطالب الجامعي و الأساتذة بكل مستواياتهم التعليمية من خلال إمدادهم بكل المعلومات العلمية في أحدث صورها باللغة العربية مع النص الأصلي الانجليزي أو الفرنسي إن رغبوا في ذلك . كما ستمكن هذه الذخيرة من مساعدة المتعلم على اكتساب بعض المهارات بتقوية تحصيله لها كتعلم اللغة العربية و لغتين أخرتين كالانجليزية أو الفرنسية و كفاءات أخرى بحسب الطلب. يذكر أن مشروع الذخيرة العربية أو الانترنيت العربي كان قد نشأ باقتراح من الجزائر لمجلس وزراء الجامعة العربية في سبتمبر 2004 الذي تبناه ليتم اقتراحه على القمم العربية التي أعطته دفعا ملحوظا حيث أوصت قمتا الرياض و دمشق بتجسيده على أرض الواقع و تعيين ممثلين عن الدول العربية لانجاز هذا المشروع.