دعا فنانون و اساتذة جامعيون وباحثون اليوم الاربعاء بالجزائرالى ضرورة كتابة و جمع التاريخ الفني الوطني بغية حفظه من الضياع. و أوضح المشاركون في اليوم الدراسي حول الفنان محي الدين بشطارزي والذي نظمته مؤسسة فن و ثقافة لولاية الجزائر و المركز الوطني للبحث في الانتروبولوجيا الإجتماعية و الثقافية تحت شعار "محي الدين بشطارزي: مسار و خطابات" أن القيام بمثل هذه العملية سيكون بهدف البحث في كامل المراحل التي مر بها الفن الجزائري وايضاح كافة ما يلفها من غموض". و في هذا الصدد أشاروا الى ان الفن الجزائري على اختلاف ميادينه من مسرح او غناء او سينما مر بالعديد من المراحل خاصة أثناء الحركة الوطنية و الثورة التحريرية "لم يكشف عنها النقاب بعد" مطالبين السلطات و المؤسسات المعنية بضرورة وضع كافة المواد الارشيفية في متناول ايدي الباحثين. و في هذا الصدد شدد الاستاذ والباحث بجامعة مستغانم السيد حاج ملياني على ضرورة أرشفة التاريخ الفني المادي وغير المادي من افلام و تسجيلات صوتية ومذكرات و شهادات شفهية للخروج من العموميات التي تلف الحديث عنه لان هذا التاريخ -إن لم يحفظ كما يجب- "فطريقه الى الزوال". و اشار الى ضرورة جمع شهادات الفنانين الذين عايشوا الفترات الهامة التي مر بها الفن الجزائري و كذا المسؤولين القائمين عليه أنذاك "قبل أن يرحلوا". و من جانبه أكد الاستاذ بجامعة عنابة السيد احمد شنيقي ان البحث في التاريخ الفني وأرشفته ستساعد في ازالة الغموض عن بعض المراحل التي عايشها خاصة ابان الاحتلال الفرنسي و طبيعة الاعمال التي كانت تقدم أنذاك و الرقابة التي كانت تمارس عليها. و نحى الفنان احمد حلمي نفس المنحى و طالب بدوره بضرورة الاستفادة من شهادات الفنانين الجزائريين الذين ما زالوا على قيد الحياة في كتابة هذا التاريخ المسرحي و الغنائي خاصة "و هو الشيء الذي سيسهم في اعادة الاعتبار و لو بالقليل للفن و الفنان الجزائري الذان يعانيان من وضعية مزرية تستوجب تدخلا عاجلا من السلطات الوصية". كما سيسهم -يضيف ذات المتحدث في "ازالة الشكوك التي أثيرت حول تعاون بعض الفنانين و خاصة المسرحيين مع قوات الاحتلال الفرنسي قبل و بعد الثورة و اعادة الاعتبار لهم في حالة الخطأ".