دعا مخرج الفيلم الوثائقي "زوبعة رملية" السيد العربي بن شيحة السلطات الجزائرية إلى العمل على تطهير منطقة رقان من تأثيرات الإشعاعات النووية والآثار الوبائية التي كانت المنطقة ضحية لها في 13 فيفري 1960. و في ندوة صحفية نشطها السيد بن شيحة بعد العرض الأولي لفيلمه الوثائقي أبرز أن العديد من المختصين في السلاح النووي سيما الخبيرالفرنسي برينو باريلو أكد بعد التجارب التي قام بها في المنطقة خلال تصوير الفيلم أن "تأثيرات مادة اليورانيوم التي خلفتها التفجيرات النووية ستبقى تأثيراتها في الجو بعد مرور 42 ألف سنة". وأضاف المخرج أنه بالرغم من مرور 49 سنة من التفجيرات غير أن تأثيراتها على صحة وسلامة مواطني المنطقة أو المناطق المجاورة لها لازالت في خطر مشيرا إلى أنه بالرغم من إنعدام دراسات وأبحاث حول المخلفات الوبائية لهذه التفجيرات غير ان العديد من الإصابات التي أضحت تكثر بالمنطقة تعود في مجملها إلى تأثيرات الإشعاعات النووية. وذكر المخرج في هذا الإطار إرتفاع عدد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية وتزايد حالات السرطان في المنطقة هذا ناهيك عن تأثر الأراضي الفلاحية التي أضحت غير صالحة للزراعة وأشجار النخيل التي باتت تزين الواحات دون الإستفادة من ثمارها. وشكلت قلة الدراسات حول الحادثة السبب الرئيسي الذي دفع بالمخرج إلى إنجاز فيلمه الوثائقي "زوبعة رملية" الذي تمكن في مدة 57 دقيقة من إسترجاع ذاكرة الجنود الفرنسيين الذين جرتهم السلطات الفرنسية إلى صحراء الجزائر دون إعلامهم بحقيقة نواياها في المنطقة. وعاد السيد بن شيحة من خلال فيلمه الذي إنتجته قناة "فرانس 3-غرب " إلى أصل الحادثة وإقتفا أثرها عبر الزمان من خلال شهادات حية للجنود والمواطنين الذين عايشوها مبرزا أنه مقابل ذلك تتكدس ملفات لا زالت تصنف في خانة "سري-دفاع" "تتستر عن حقيقة الجريمة وراء حجج إدارية وقانونية واهية". وبالرغم من الذكريات الأليمة التي لازال يختزنها السيد رييو جيرارد عيسى منذ أن كان جنديا في الخدمة العسكرية الفرنسية وعايش إنفجارات الجنوب الغربي الجزائري آنذاك أكد في تدخله أن "المهم اليوم هو التفكير في حماية المنطقة وماجاورها من الإشعاعات النووية بتعاون الدولتين الجزائرية والفرنسية".وسرد من جهته السيد أحمد الحاج حمادي الذي كان أحد شهود عيان الحادثة التي عايشها مع الأهالي بالمنطقة العسكرية أولاف والتي لا تبعد كثيرا عن منطقة حمودي التي كانت مسرحا للتفجيرات النووية. و بحسرة كبيرة تذكر السيد حمادي الذي كان آنذاك كاتبا للقائد العسكري للنطقة السيد مونيي وأشار إلى أنهم كانوا يوضعون داخل غرف تحجب كلية دخول أشعة الشمس ليسود هدوء قاتل ويترك المجال لإيقاع أقدام الفرق العسكرية التي تجوب المنطقة للتأكد من أنه لا يوجد أي شخص في الشارع. وإسترسل المتحدث قائلا "لم نكن نعلم أن الضوء القوي المنبعث داخل القاعة والذي كان ينيرها بصورة أننا كنا نميز بين أدق الأشياء والصوت الرهيب الذي إبتلع السماء في جو يوحي بقيام الساعة إنما كان عبارة عن التفجيرات النووية التي كانت تجربها القوات الفرنسية في منطقة حمودية". وأضاف المتحدث أن الخوف الكبير الذي كان يسكنه والذي غرس فيه إبان الإستعمار حال دون تقديمه أي شهادات حية عن الواقعة بالرغم من مرور العديد من السنوات. ويذكر أن المخرج العربي بن شيحة يعد من مواليد 1953 وهو يقيم حاليا بفرنسا منذ اكثر من 20 سنة من خريجي جامعة بيزانسون . إشتغل المخرج بالتدريس في الوقاية قبل أن ينال شهادة الدراسات المعمقة في السينما بمدينة ران ثم إلتحق بمحطة التلفزيون فرانس 3 غرب كصحفي وقام باخراج عدة أفلام هي "موسيقى هيب هوب الثائرة " سنة 2000 و"الحياة بلا مأوى " سنة 2002 وكذا "رحلة اسرائيل-فلسطين" في 2003 و"الملجأ المسلوب-عربة البونك" عام 2004 ثم "الجزائر وسينماها وأنا" في 2006.