وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى العاصمة التشيكية براغ قادما من فرنسا، وسيطلق أثناء هذه الزيارة دعوة إلى إزالة الأسلحة النووية في أنحاء العالم ليأمل أن يضفي ذلك مصداقية لموقفه من الخلاف النووي الحالي مع كوريا الشمالية وإيران. ويعتزم أوباما بزيارته العاصمة التشيكية براغ -التي استقبله فيها الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس- إلقاء ما وصفه مساعدوه بخطاب رئيسي بشأن انتشار الأسلحة. وقال أوباما -في مدينة ستراسبورغ الفرنسية الجمعة- إنه وضع الخطوط الرئيسية لبرنامج عمل لتأمين المواد النووية التي لا تخضع لقيود في العالم ووقف انتشار الأسلحة المدمرة.وأضاف -أثناء جولة في أوروبا تستمر ثمانية أيام- أنه يريد طرح برنامج عمل "سعيا لتحقيق هدف إخلاء العالم من الأسلحة النووية". ويبدي أوباما اهتماما منذ فترة طويلة بقضية وقف انتشار الأسلحة ويريد أن يجعل هذا الأمر إحدى قضايا السياسة الخارجية المميزة لإدارته الجديدة. وسيناقش أوباما مع القادة الأوروبيين أثناء وجوده في براغ مسألة الدرع الصاروخية الأميركية التي تنوي واشنطن نشرها في بعض دول أوروبا الشرقية لاعتراض صواريخ بالستية بعيدة المدى قد تطلق من دول كإيران وهو ما تعتبره روسيا تهديدا لأمنها القومي. كما سيناقش أيضا التغير المناخي وتأمين الطاقة مع زعماء دول الاتحاد الأوروبي أثناء اجتماع قمة تستضيفه جمهورية التشيك بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يحضر آلاف التشيكيين للاستماع إلى كلمة أوباما في ميدان خارج قلعة براغ التي تعود للعصور الوسطى. ومن المرجح أن تلقى دعوة أوباما لتجديد جهود نزع السلاح النووي من العالم استقبالا طيبا في أوروبا حيث يسعى أوباما إلى استغلال شعبيته الجارفة لتعزيز برنامجه بشأن قضايا مثل إيران والحرب في أفغانستان. وتأتي الكلمة المتعلقة بانتشار الأسلحة بعد اجتماع أوباما يوم الأربعاء مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على هامش اجتماع القمة الاقتصادي لمجموعة العشرين حيث تعهد الزعيمان بالسعي لإبرام اتفاقية جديدة لخفض الرؤوس الحربية النووية.وقبيل وصول أوباما رفع متظاهرون تشيكيون لافتة ضخمة على جسر ليجي وسط العاصمة براغ تحمل شعارات معادية للولايات المتحدة ولمشروع الدرع الصاروخي.وتزامن وصول أوباما إلى براغ, أيضا في تجدَّد الجدل في جمهورية التشيك بشأن نصب رادارات أميركية في إطار مشروع لإقامة شبكة دفاع صاروخي.ولا تزال قرية تروكافيتس -القريبة من المكان المخصص لنصب الرادارات- تتصدى لهذه الفكرة منذ إعلانها. وقد استطلع مراسل الجزيرة حسام شحادات آراء سكان القرية في جنوبي غربي التشيك بشأن هذه القضية، وأكد أن جميع السكان البالغ عددهم 88 شخصا بمن فيهم عمدتها جان نوريال الذي قال إنه سيلقي خطابا معارضا لنشر منظومة الصواريخ ويدعو فيها أوباما إلى التراجع عن ذلك.وقال المراسل إن نشر هذه المنظومة التي تسبب نشر مرض السرطان بحسب الدراسات العلمية وستقضي على جزء من المنطقة الخضراء بالقرية يعارضها ثلثا الشعب التشيكي بحسب استطلاعات الرأي.وأضاف أن الحكومة التشيكية سحبت الاتفاقية التي أبرمتها مع واشنطن من البرلمان خشية عدم التصديق عليها أثناء زيارة أوباما الذي سيلقي خطابا يدعو فيه إلى إزالة الأسلحة النووية من العالم في إطار تعزيز الخطاب المميز لإدارته للعالم الخارجي. وكانت علاقات تركيا قد توترت مع الإدارة الأميركية السابقة, على خلفية غزو العراق. ومن المتوقع أن تدشن هذه الزيارة لتعاون جديد بين البلدين في قضايا المنطقة.