لقي شاب مصرعه وأصيب شخصان جراء انفجار قذيفة بمنطقة ردفان في محافظة لحج جنوبي اليمن بعد اشتباكات أمس أسفرت عن مقتل شخصين وعدد من الجرحى. وذكر شهود عيان أن موقعا عسكريا أطلق عدة قذائف على منطقتهم وساد الهدوء بعدها منطقة ردفان عقب الاشتباكات التي خلفت قتيلين وستة جرحى من الجيش والمدنيين. ويقول سكان من هذه المنطقة إن مواقع الجيش بالمنطقة تطلق قذائف باتجاه مناطقهم، بينما تفيد السلطات أن عناصر مسلحة يتمركزون بالجبال ويشنون من وقت لآخر هجمات على المواقع العسكرية. يأتي ذلك مع استمرار التحقيق بأعمال شغب وقعت قبل يومين بمدينة المكلا شرق البلاد، بينما تواصل لجنة حكومية مساعيها لإعادة الأوضاع بالمنطقة إلى طبيعتها. وكانت هذه اللجنة قد أوشكت على الوصول لاتفاق بحيث تسحب السلطات الوحدات الأمنية والعسكرية التي نشرتها مؤخرا بالمنطقة، وينسحب المسلحون المتجمعون بأعالي الجبال إلى قراهم ولكن الاتفاق فشل باللحظات الأخيرة. وفي إطار ردود الفعل، طالبت قيادات بالمعارضة السلطة بسحب وحداتها العسكرية التي تثير غضب المواطنين، وفي نفس الوقت استنكرت أي أعمال تخريب تستهدف الممتلكات. وفي السياق ذاته، وصف الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي الحاكم ما يجري بالجنوب بأنه محاولة من فئة قليلة لاستقطاب الرأي العام المحلي عبر إثارة موضوع الانفصال. وأضاف أحمد عبيد بن دغر في حوار مع الجزيرة أن الوحدة راسخة، وقال إن اليمن دولة مؤسسات ويكفل دستورها حق المعارضة ولكن هذه المجموعات خارجة على السلطة وإجماع المواطنين ولذلك لا يمكن الحوار معها. أما المعارض البارز حسن باعوم فقال إنهم في "الحراك الجنوبي" لا يعترفون بالوحدة، واعتبر في حوار مع الجزيرة نت أن جنوب اليمن يرزح تحت ما أسماه "الاحتلال" من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية. وأضاف أنهم يناضلون "نضالا سلميا لاستعادة دولة الجنوب". ولكنه لم يستبعد اللجوء إلى السلاح إذا فرض عليهم ذلك، وطالب كل أبناء الجنوب بالداخل والخارج بتبني قضية وطنهم ونضال شعبهم. وكان اليمن قد توحد سلميا في ماي 1990 إثر سلسلة من الحروب بين شطري البلاد. ولكن الوحدة تعرضت لانتكاسة إثر خلاف بين صانعي الوحدة الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض عن الجنوب، انتهت بحرب صيف 1994 تمكن خلالها صالح من الاستمرار بمقاليد الحكم بينما طلب البيض اللجوء السياسي بسلطنة عمان.