شجعت عودة الثقة إلى المستثمرين بفضل مؤشرات ايجابية تتعلق بالاقتصاد العالمي إلى جانب الأرقام الخاصة بالشغل في الولاياتالمتحدةالأمريكية على ارتفاع أسعار النفط من جديد بالأسواق العالمية. و سجلت أسعار النفط ارتفاعا محسوسا يوم الجمعة في حين تعرف السوق عودة للتفاؤل و قد نجم عن الحالة الجيدة التي تتمتع بها البورصات الدولية تراجع معتبر لقيمة الدولار مما زاد من جاذبية المواد الأولية بالنسبة للمشترين الحاملين لعملات أخرى. و كنتيجة لذلك فقد ارتفعت قيمة الاورو فوق مستوى 35ر1 دولار. من جهة أخرى فقد سجلت الأرقام الخاصة بالشغل في الولاياتالمتحدةالأمريكية -و التي كانت أفضل مما كان منتظرا- تزايد في تفاؤل المتتبعين بخصوص إقلاع اقتصادي بالولاياتالمتحدة التي تعد أول مستهلك للنفط. إضافة إلى ذلك فان التباطؤ المسجل في نمو مخزون وقود التدفئة و المعلن عنه من طرف كتابة الدولة الأمريكية للطاقة قد ساهم بشكل ما في ارتفاع أسعار الذهب الأسود من جديد. و يرجع الفضل في الإبقاء على هذه الأجواء الايجابية التي تطبع سوق النفط الدولية إلى ارتفاع في الطلب على الوقود خاصة البنزين خلال الفترة الصيفية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. للإشارة فان فترة الصيف تتسم بارتفاع في استهلاك البنزين بأمريكا الشمالية بفعل كثرة تنقلات المصطافين. و قد نتج عن كل هذه العوامل ارتفاع في أسعار الخام بالأسواق العالمية فقد بلغ سعر برميل "لايت سويت كرود" تسليم جوان 63ر58 دولارا بنيويورك اي بزيادة 92ر1 دولار مقارنة بسعر الإغلاق ليوم الخميس. و بلغ سعره أثناء المبادلات إلى 69ر58 دولارا و هو أعلى مستوى يتم بلوغه منذ منتصف نوفمبر. كما قفز بنسبة 2ر10 بالمائة خلال أسبوع. و بلندن فقد بلغ برميل برنت بحر الشمال لنفس آجال التسليم 14ر58 دولارا اي بزيادة 67ر1 دولار بعدما لامس مستوى 3ر58 دولارا أثناء المبادلات. و يتوقع المحللون ان يبقى اتجاه السوق نحو الارتفاع خلال الأسابيع القادمة. إلا ان هذا الرأي لا يشكل الإجماع لان ملاحظين آخرين يرون ان أسعار الخام قد تثقل إقلاع النمو الاقتصادي الذي لا يزال في مرحلته الجنينية إضافة إلى تأثيرها على القدرة الشرائية للمستهلكين. و يتعلق الأمر برخاء مالي محدود في الوقت ان أساسيات السوق لا تزال ضعيفة و المخزونات مرتفعة حسبما يرى هؤلاء الملاحظون الذي يعتقدون ان أسعار الطاقة "تتحدى الجاذبية" و ان الأمر لا يعدو ان يكون "طفرة مالية" لا تعكس أساسيات السوق. للاشارة فقد توقع مؤخرا وزير الطاقة و المناجم شكيب خليل ان تبلغ أسعار النفط مستوى 60 دولارا للبرميل مع نهاية 2009. و اكد خليل ان منظمة الدول المصدرة للنفط (الاوبيك) تمكنت من المحافظة على استقرار الاسعار رغم تراجع الطلب العالمي خلال السنة الجارية مشيرا ان التوقعات تنتظر انخفاضا في الطلب بنحو 2ر1 مليون برميل يوميا خلال الثلاثي الثاني من السنة الجارية. و وفقا لهذه الأرقام فان إجمالي سنة 2009 ستشهد انخفاضا في الطلب على النفط ب 1ر1 مليون برميل يوميا نتيجة الانكماش الاقتصادي الذي سينجم عنه نمو سلبي لدى اغلب الدول. و يعد الابقاء على استقرار السوق نتيجة "للتطبيق المتواصل" للتخفيضات المقررة ب 2ر4 مليون برميل يوميا نهاية 2008 يواصل خليل مضيفا ان الاوبيك ستواصل هذا الانضباط بخصم 800 ألف برميل إضافية لا تزال حاليا بالسوق