دعا مختصون في أمراض القلب التاجية الى تبني استراتيجية وطنية للتكفل بأمراض القلب التاجية بالجزائر. وأكد الاستاذ جمال الدين نيبوش مختص في أمراض القلب بالمستشفى الجامعي نفسية-حمود (بارني اسبقا) بمناسبة الايام الدراسية ال 21 لامراض القلب للمستشفى المركزي للجيش أن "الجراحة الحديثة لعلاج شرايين القلب شهدت تقدما هاما في العالم وتحسن مستمر في تقنيات العلاج أو النتائج التي توصلت اليها". وبالنسبة لممارسة هذه التقنية بالجزائر يرى الاستاذ نيبوش أنها لازالت دون المستوى المطلوب بالنسبة للمعاينة الطبية المتخصصة أو الاستعجالات الطبية. ووصف الاستاذ نيبوش التكفل بالمصابين بأمراض القلب التاجية التي تتطلب وضع جهاز الحلزوني (ستانت) أو البالون (الانجيوبلاستي) أو الصمامة (فالف) ب"الطريقة الفوضوية" مما يستدعى -- حسبه -- التعجيل بوضع استراتيجية وطنية هدفها التكفل بالمصابين على المستوى المحلي (الولائي) بالتنسيق مع المستشفيات الجامعية من أجل ضمان علاج نوعي لهذه الفئة من المرضى التي تشهد تزايد مستمر. وذكر المختص بجملة من النقائص التي لازالت تقف في وجه التكفل بأمراض القلب التاجية من بينها قلة المراكز المتخصصة التي تتكفل بالعلاج بوضع البلونات "الانجيوبلاستي" لتسهيل تدفق الدم بالشرايين مقارنة مع الكثافة السكانية للجزائر. في الوقت الحالي لا تمارس تقنية الجراحة الحديثة لامراض القلب التاجية الا ببعض المؤسسات الاستشفائية الجامعية والمؤسسات المتخصصة بالاضافة الى مراكز القطاع الخاص. ويرى المختص أن هذه المراكز القليلة التي تتكفل بالجراحة الحديثة للقلب لاتتكيف مع الواقع المعاش ويعاني معظمها من قلة المستلزمات الطبية والاطباء المختصين في هذه التقنية. وحث الاستاذ نيبوش على تعزيز التكوين المتواصل وفتح اختصاصات في مجال علاج أمراض القلب التاجية والعلاج ذي المستوى العالي من أجل ضمان خدمة متكاملة وتفادي تنقل المصابين الى المدن الكبرى للوطن.ويتمثل التكفل بأمراض القلب التاجية -- حسب المختص -- في وضع جهاز حلزوني صغير بألاوعية المسدودة وهو ما يعرف باللاتينية ب"ستانت" لتسهيل تدفق الدم بالاوعية والشرايين أو وضع قسطرة أو استخدام البالون (انجيوبلاستي) بالاضافة الى تقنية سد الاوعية عند الاشخاص الذين يعانون من أمراض القلب الوراثية. وتتطلب هذه العملية غرف طبية مجهزة و وسائل ضخمة بالاضافة الى غرفة الانعاش وتكوين مختصين في الميدان. وذكر من جهته الاستاذ حباق مختص في أمراض القلب بالمستشفى المركزي للجيش عين نعجة بعدد العمليات التي تم انجازها بمختلف المراكز العمومية والخاصة حيث وصلت 1766 عملية خلال سنة 2008 و1325 في سنة 2007 و1011 في سنة 2006. ويرى المختص أن الجزائر سجلت تأخرا في هذا المجال مقارنة مع الدول المجاورة ونسبة السكان مذكرا على سبيل المثال أن تونس أجرت خلال سنة 2008 حوالي 6000 عملية ومدينة غرونوبل الفرنسية وحدها 2000 عملية خلال نفس الفترة. وأشارت من جهة أخرى رئيسة الجمعية الجزائرية لامراض القلب الاستاذة جازية زياري الى اهمية وضع استراتيجية موحدة لتوسيع استعمال جراحة القلب الحديثة التي وصفتها بغير المكلفة للدولة والمريض الذي يغادر المستشفى خلال 48 ساعة.وأكد الاستاذ مصطفى عنتر مختص في أمراض القلب ومدير المستشفى المركزي للجيش على ضرورة تطبيق هذه التقنية على غرار الدول المتقدمة مشيرا الى الاتفاقية المبرمة بين مستشفى مدينة غرونوبول الفرنسية والمؤسسة الاستشفائية للجيش والتي ساهمت-حسبه - في التكوين المتواصل والتكفل الجيد بالمرضى. للاشارة فان أمراض القلب تأتي في مقدمة الامراض المتسببة في الوفيات بالجزائر وتساهم فيها عدة عوامل مثل النمط الغذائي الغني بالمواد الدسمة والسكريات وقلة الحركة والتدخين بالاضافة الى أمراض اخرى مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني.