أحرق مجهولون مسجدا تابعا للجالية البنغالية في منطقة آتيكي وسط العاصمة اليونانية أثينا, في تصاعد للتوتر أعقب قيام شرطي يوناني بتدنيس المصحف الشريف ومظاهرات غاضبة للجالية الإسلامية. وألقى مجهولون قنابل ومواد حارقة على المسجد مما أدى إلى احتراقه وإصابة خمسة أشخاص من المصلين كانوا داخله بحروق وعوارض اختناق, ومنعت السلطات الاقتراب من المنطقة بسبب الدخان الذي كان لا يزال منتشرا بكثافة. وذكر بولس أنطوان شاهد العيان العربي الذي كان موجودا قرب المكان للجزيرة نت أن ستة أشخاص خمسة منهم ملثمون كانوا يتكلمون اليونانية، ألقوا ثلاث قنابل حارقة إضافة إلى كميات من البنزين داخل المسجد مما أدى إلى تكسر الواجهة واشتعال النار في المسجد بسرعة كبيرة. وقال بولس إن الاعتداء وقع حوالي الساعة الثالثة فجرا وأدى لانفجار كبير ودخان كثيف داخل المسجد، مشيرا إلى أنه دخل إلى المكان بعدما سمع أصوات شبان فيه وأخرج اثنين منهم وسط الدخان الكثيف، ثم خرج ثلاثة شبان آخرين بعد دقائق قليلة حيث نقلتهم سيارة إسعاف إلى مستشفى قريب وهم في حالة صدمة وإغماء، واستمرت عملية إطفاء الحريق حوالي أربعين دقيقة. وقال رجال الإطفاء الذين كانوا قد انتهوا للتو من إطفاء الحريق إن النار ظلت تشتعل في المسجد وإن الدخان أعاق الدخول إليه مدة طويلة، فاحترق كل ما فيه ولم يبق منه شيء. وقال مصلون من الجالية البنغالية إن مسجد "مالك" الذي تم افتتاحه منذ ست سنوات يؤدي دوره دون أي مشاكل تذكر مع محيطه، وإن بعض المصلين يبقون فيه ليلا أيام العطلة للتهجد والصلاة وتنظيف المكان وترتيبه. إحدى السيدات اللائي يعشن بالحي قالت إن رواد المسجد هادئون ولم يتسببوا في أي إشكال بالحي خلال السنوات الماضية. والمسجد المستهدف هو قاعة تقع في طابق أرضي وتبلغ مساحته حوالي 120 مترا مربعا، وهو مؤجر شأن عشرات الأماكن التي تستأجر لنفس الهدف، وتغض السلطات الطرف عنها بسبب غياب مساجد رسمية في أثينا وانتقادات أجهزة ولجان الاتحاد الأوروبي لليونان بسبب هذا الموضوع. تأتي هذه الحادثة في ظل أجواء من التوتر الذي ساد إثر تدنيس شرطي يوناني لمصحف كان بحوزة أحد المهاجرين السوريين، قام مسلمون ويونانيون مساندون للأجانب بعده بمظاهرتين يومي الخميس والجمعة وقعت فيها بعض أعمال الشعب والمواجهات المحدودة مع الشرطة التي اعتقلت العديد من المتظاهرين. ويخشى أن تؤدي هذه الحادثة إلى المزيد من التوتر بين الجالية المسلمة والسلطات اليونانية، حيث يعتقد الكثير من المسلمين أن وراء هذه الحوادث عناصر من اليمين اليوناني المتطرف الذي زاد من هجماته على الأجانب خاصة الآسيويين منهم خلال الفترة الأخيرة.