ظاهرة اجتماعية انتشرت في السنوات الأخيرة بكامل أنحاء و الوطن ولم تكن العاصمة بمنء عنها وهي نتيجة من نتائج الفقر و تردي الأوضاع الاجتماعية للفرد الجزائري التي ضربة فئات عديدة من المجتمع وهي ظاهرة جمع ما تبقي من الخبز اليابس لدلى العائلات الميسورة . وجدت بعض العائلات الفقيرة التي تقطن بالعاصمة ضالتها في هذه المهنة أين تقوم هذه الأسر بإرسال ابنائها الصغار الذين لا تتعدى أعمارهم 14 سنة الي بعض الاحياء و العمارات فتجدهم ينتقلون من شارع الي آخر و من عمارة الي أخرى لطلب ما تبقي من الخبز القديم لدى العائلات الميسورة الحال فليس من الغريب أن ترى طفل لا تتجاوز 09 سنوات أو اقل من ذلك بكثير يحمل كيسا مليء بالخبز يفوته حجما ووزنا و الظاهر جيدا أن هذه المهنة مقتصر علي فئة الأطفال فقط أما بقية العملية فبتكفل بها الوالد أو الأشقاء الكبار في غالب "المواطن" أرادة معرفة خلفيات هذه المهنة و حقيقتها و ما مصير الخبز المجموع فبحثنا عن "أطفال الخبز اليابس" الذي ليس من الصعب إيجادهم فستوفقنا "أمين" وهو طفل لا يتجاوز 11 سنه كان يرتدي ملابس قديمة و مهترئة و كان في إطار رحلته الشاقة في البحث عن فتات الخبز فسألناه عن مصير الخبز الذي يتحصل عليه و بعد تردد طويل منه قال لنا أن أبوه من يكلفه بجمعه لأنه مصدر رزقهم الوحيد باعتبار أن والده يبيع الخبز بالميزان للموالين و أصحاب المواشي الذين يتخذون منه غذاء لحيواناتهم الأليفة كالدجاج و الكباش ، وجراء هذا يأخذ والده مبلغا من المال حسب الكمية المتحصل عليها وعن مصير دراسته قال "أمين" انه يدرس لكنه يبدأ بالعمل مباشرة بعد عودته من المدرسة وعن أوضاعه الاجتماعية قال : "والدتي مريضة و والدي لا يعمل و لدي ستة إخوة الأكبر منه سنا يشتغل في نفس المهنة أما الآخرون فمنهم من يدرس و منهم ما يزال صغيرا علي ذلك" إذ قال محدثنا انه يفضل الدراسة علي جمع الخبز الي أن وضع المنزل لا يسمح و أضاف أن الكثير من الأطفال لا يدرسون ويفضلون جمع الخبز غلي الذهاب الي مقاعد الدراسة أما والدة فيدفعه الي عدم الذهاب بصورة شبه يومية إذ يرى انه مضيعة للوقت وبالقابل فوالدته مصرة علي أن يكمل دراسته التي لا تزال في مراحلها الأولي فقط كما أردنا معرفة أراء حالات أخرى لأطفال يمارسون نفس المهنة و هم أصدقاء "أمين" في "العمل" الا انهم رفضوا الحديث ألينا و فضلو مشاهد صديقهم وهو يحدثنا من بعيد فقط . وفي الأخير إذ كانت الحاجة هي السبب الرئيسي الاول الذي دفع هؤلاء للبحث عن لقمة عيش كريمة وسط أكواما من الخبز يرميها يوميا آلاف المواطنين من طبقات اجتماعية أخرى الي أن الأسرة تتحمل جزء هاما من هذا الإجحاف الممارس علنية في حق الطفولة بدفعها لممارسة هذه المهنة الشاقة كما أن الجهات العليا للبلاد تعتبر مسؤولة أيضا عن انتشار هذه الظاهرة رغم أن المشرع الجزائري و ضع قوانين صارمة والمتعلقة بعمالة الأطفال الا أن الواقع اليومي يقول عكس ذلك إذ أن الظاهرة في تزايد المقلل يبقي "أطفال الخبز اليابس" الضحية الأولي في المجتمع لأنه ببساطة محرومون من عدة أشياء أهمها براءة الطفولة رغم أن القوانين الدولية تحميها و تحميهم و ترع حقوقهم البسيطة كالحق في اللعب و الحق في التعليم وتجرم عمالة الأطفال الي أن أمثال " أمين" كثيرون فالطفل الجزائري ا أصبح مسؤولا عن أسرة بأكملها حين غابة المسؤولية عن أولى الأمر. ق/صارة