أعلن رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا أنه هبط في نيكاراغوا بعد أن منعه الجيش في بلاده من العودة بعد أسبوع من الإطاحة به في انقلاب عسكري. وتعهد زيلايا بالعودة سريعا إلى بلاده منددا بما وصفها وحشية الحكومة الجديدة بهوندراس التي قال إنها لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي. وقال زيلايا في حديث لقناة تيليسور التلفزيونية -التي تتخذ من كراكاس مقرا لها- إنه تراجع عن الهبوط في مطار العاصمة تيغوسيغالبا حتى لا يعتقل من قبل الجيش.وكانت الحكومة المؤقتة في هندوراس قد قالت إنها لن تسمح بعودة الرئيس المخلوع زيلايا وتعهدت بالقبض عليه إذا وصل إلى أراضي هندوراس. وأطيح بزيلايا قبل أسبوع في يوم كان مفترضا أن ينظم فيه استفتاء على تعديلات دستورية تتيح فيما تتيح الترشح لولاية رئاسية ثانية، وهو استفتاء طعن فيه القضاء والكونغرس، وكانت تلك حجة الجيش للتدخل. وأخفقت الطائرة الفنزويلية التي كانت تقل زيلايا مصحوبا بالدبلوماسي النيكاراغوي ميغيل دي إيسكوتو رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بالهبوط في هندوراس بعد إغلاق قوات الجيش مدرج الهبوط في المطار بمركبات عسكرية. وجاء ذلك المنع رغم أن طائرات أخرى تضم رؤساء دول من أميركا اللاتينية سوية مع الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية خوسيه ميغيل إينسولزا كانت تتبع طائرة زيلايا. وشدد رئيس هيئة الطيران المدني في هندوراس ألفريدو سان مارتن، أن أي رئيس دولة أخرى يرغب في دخول هندوراس يجب أن يحصل على "تصريح مخصص لذلك" من السلطات في هندوراس. وتزامنت محاولة زيلايا العودة لبلاده مع مواجهات وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين تجمعوا قرب مطار العاصمة، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح آخرين. وذكرت مصادر متطابقة أن اشتباكات اندلعت بعد أن اقتحم محتجون السياج المقام حول مدرج المطار وأطلقت قوات الجيش والشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم. وجاء ذلك بعد دعوة وجهها زيلايا في وقت سابق لأنصاره عبر رسالة صوتية على الإنترنت حثهم فيها على التجمع سلميا لاستقباله في المطار.وأعلنت الحكومة المؤقتة مباشرة بعد ذلك تمديد حظر التجول الليلي وتقديم موعده ثلاث ساعات عما كان ساريا خلال الليالي السابقة.وعلى صعيد التداعيات الإقليمية نفت نيكاراغوا اتهاما وجهته إليها الحكومة المؤقتة في هندوراس بإرسال قوات إلى الحدود معها. ونقلت رويترز عن متحدث باسم الجيش في نيكاراغوا قوله إنه "غير صحيح بالمرة". وكانت منظمة الدول الأمريكية قد علقت الأحد عضوية هندوراس لرفضها إعادة زيلايا إلى السلطة. وذكرت حكومة المؤقتة أنها اتصلت بالمنظمة وأبدت لها استعدادها للدخول في حوار لكن وزير الخارجية في هذه الحكومة إنريك أورتيز قال إن هذا العرض لن يتضمن أي عودة لزيلايا للسلطة. ولقي الانقلاب على زيلايا إدانة دولية واسعة، وسحب الاتحاد الأوروبي سفراءه من هندوراس وعلقت الولاياتالمتحدة تعاونها العسكري مع هذا البلد، وعلق مانحون كبار مساعداتهم.