عاد رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا إلى منطقة الحدود بين نيكاراغوا وهندوراس في محاولة للعودة إلى البلاد منتقدا في نفس الوقت الولاياتالمتحدة لما وصفه لعدم امتلاكها صورة واضحة للوضع بهندوراس. وخاطب زيلايا بعض أنصاره في مدينة لاس مانوس الحدودية في نيكاراغوا قائلا إنهم لن يقبلوا برئيس مفروض على البلاد. وتعهد زيلايا بالاعتصام بخيمة في الأيام القليلة القادمة قائلا إنه حصل على تأييد العالم وإن المجتمع الدولي دان الانقلاب في هندوراس. وأضاف أنه سيبقى في الحدود مطالبا بأن يسمح لأسرته بمقابلته رغم أن عددا من قادة الدول نصحوه بعدم الدخول في مواجهة مع الحكومة التي أطاحت به. وكانت زوجته قد قالت إن السلطات اعترضت طريقها أثناء توجهها إلى الحدود مع نيكاراغوا لمقابلة زوجها. وتعهد زيلايا في وقت سابق أن يعاود محاولة دخول البلاد بعد أن كان خطا خطوات قليلة رمزية داخل هندوراس لكنه تراجع عن مواجهة قوات أمن هندوراسية كانت تنتظر لاعتقاله. واعتبرت الحكومة المؤقتة تحرك زيلايا خطوة خطيرة وغير مسؤولة حيث مدد الرئيس المؤقت روبرتو ميتشيليتي حظرا للتجول على طول الحدود يستمر ثلاثين ساعة، بعد هذه التطورات. وانتقدت واشنطن محاولة زيلايا عبور الحدود رغم تأييدها لإعادته إلى منصبه حيث وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تلك الخطوة بأنها "تصرف متهور لا يساهم في الجهود الأوسع لاستعادة الديمقراطية والنظام الدستوري في هندوراس". وحثت كلينتون جميع الأطراف على التوصل إلى حل سلمي للأزمة عن طريق التفاوض، وأضافت قائلة للصحفيين "دأبنا على حث جميع الأطراف على تفادي أي عمل استفزازي قد يؤدي إلى العنف، ومسعى الرئيس زيلايا للوصول إلى الحدود تصرف متهور". ومن المقرر أن يتوجه زيلايا إلى واشنطن وفقا لتصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي. ومن جهته سيجتمع الكونغرس في هندوراس اليوم لمناقشة اقتراح رئيس كوستاريكا أوسكار أرياس لإنهاء الأزمة. ومن المرجح أن يرفض الاقتراح لأنه يدعو إلى إعادة زيلايا إلى السلطة. وعلى الصعيد الإقليمي اتهم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الولاياتالمتحدة بمحاولة ترسيخ حكومة الأمر الواقع في هندوراس ممثلة في السلطة القائمة وفتح الباب أمامها للفوز في الانتخابات القادمة. وأكد في المقابل أنه لن يعترف إلا بحكومة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا التي أطيح بها في انقلاب الشهر الماضي. وقال شافيز إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في المنطقة يعطلون عودة حليفه زيلايا إلى هندوراس. وأضاف شافيز في كلمة بالبرلمان في كراكاس "ما يحاولون عمله هو تجميد المعركة حتى الانتخابات في نوفمبر عندما يغسل زعماء الانقلاب أيديهم". وقال "لن نعترف أبدا بأي حكومة تنبثق عن ذلك الانقلاب أو تنبثق حتى عن الانتخابات كحكومة لهندوراس" معتبرا جهود وساطة كوستاريكا فخ وأنه ما كان ينبغي منح اعتراف لحكومة الأمر الواقع في هندوراس بدعوتها إلى طاولة التفاوض". أطيح بزيلايا -وهو يساري- في انقلاب عسكري في 28 جوان، ورفضت الحكومة القائمة التي يقودها ميتشليتي الانصياع للضغوط الدولية رافضة قبول أي اتفاق يتضمن إعادة زيلايا إلى السلطة. وكان أرياس الحاصل على جائزة نوبل للسلام قد اقترح إعطاء خصوم زيلايا قسطا من السلطة.