رفض العراق عرضا أميركيا بالمساعدة في جهود المصالحة الوطنية، في وقت سعى جو بايدن نائب الرئيس الأميركي في اليوم الأخير من زيارته لبغداد للتأكيد على أن الدبلوماسية باتت المهمة الجديدة للولايات المتحدة في العراق بعد انسحاب قواتها من المدن. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ للصحفيين في بغداد إن العراق أوضح لبايدن أن جهود المصالحة الوطنية شأن داخلي، وتدخل طرف غير عراقي سيعقدها ولن يجعلها ناجحة بدرجة أكبر، معتبرا أن العراقيين يتحسسون من مشاركة لاعبين غير عراقيين في هذه القضية. وشدد الدباغ على أن "المصالحة الوطنية لا تشمل حزب البعث لأن هذا الحزب مرفوض من جانب كل العراقيينعلى حد قوله، وأضاف أنه يتحدث عن المصالحة مع أفراد وليس عن متهمين بالقتل أو التعذيب أو ارتكاب جرائم ضد العراقيين انضموا إلى حزب البعث، وقال إن هؤلاء الأفراد سيحصلون على جميع الحقوق السياسية التي يتمتع بها الآخرون". من جهته أعرب طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي عن خيبة أمله لعدم حمل بايدن حلولا عملية للمشاكل التي تواجه العراق في الوقت الراهن، معتبراً أن على الولاياتالمتحدة أن لا تترك العراقيين يواجهون قدرهم في إعادة بناء دولتهم. وفي اليوم الثالث والأخير من زيارته، مازالت بغداد تتعرض لعاصفة رملية أدت إلى توقف رحلات الطيران وأجبرت بايدن على إلغاء زيارة مقررة إلى إقليم كردستان العراق للاجتماع مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الإقليم مسعود البارزاني. وفي اليوم الثالث من زيارته للعراق، احتفل بايدن مع القوات الأميركية بيوم استقلال أميركا، وترأس مراسم منح الجنسية الأميركية إلى 237 جنديا من 59 دولة معظمهم من المكسيك والفلبين فضلا عن عدد من المترجمين العراقيين، اعترافا بخدماتهم في الجيش الأميركي. وقال بايدن في كلمة أمام الجنود الأميركيين إن واشنطن التزمت بموعد سحب قواتها من المدن العراقية يوم 30 جوان الماضي، وسوف تحترم تعهداتها بالانسحاب الكامل من العراق بحلول نهاية عام 2011 بموجب الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين. وأضاف مخاطبا الجنود الأميركيين "لقد فقدتم 4322 رفيقا لكم، وهناك أكثر من ثلاثين ألف جريح بينهم 17 ألفا في حالة حرجة، لكن بسبب عملكم وتضحياتكم بدأ العراق يخرج من رعب الفتنة الطائفية". وقال إن المهمة الأميركية في العراق بدأت تتحول من العمل العسكري إلى الدعم الدبلوماسي، وشدد على أن "الكثير من العمل ينتظر الإنجاز في العراق، لكن بفضلكم بدأ العراقيون يتولون مسؤولية بلدهم بأنفسهم وسنهيئ أنفسنا للترحيب بعودتكم إلى بلدكم بكل الشرف والامتنان اللذين تستحقونهما". وقال إن الدبلوماسيين الأميركيين سيعملون على مساعدة العراقيين في تحقيق الوفاق السياسي الضروري لإرساء الأمن والاستقرار في بلدهم. ميدانيا قالت الشرطة العراقية إن 15 شخصا أصيبوا بجروح في تفجير سيارة مفخخة عند علوة الرشيد لبيع الخضراوات في جنوب بغداد. كما ألحق الانفجار أضرارا مادية بالمحال التجارية القريبة. وفي الموصل قتل عراقي أثناء مغادرته مسجدا شرق هذه المدينة الواقعة شمال العراق، كما جرح مدني في انفجار قنبلة استهدفت دورية تابعة للشرطة العراقية وسط المدينة ذاتها. وفي كركوك قال مصدر في الشرطة إن ثلاثة أشخاص -بينهم شرطي- قتلوا في هجوم بأسلحة مزودة بكاتم للصوت شنه مسلحون مجهولون. وفي كركوك أيضا اعتقل الجيش العراقي شخصا يشتبه في وقوفه وراء تفجيرين وقعا مؤخرا في المدينة، وخلفا أكثر من مائة قتيل. وقال مسؤول عسكري عراقي إن قوات عراقية اعتقلت مهدي صالح في بلدة الحويجة بدعم معلوماتي من قبل القوات الأميركية.