محاسبة النفس نوعان: نوع قبل العمل ونوع بعده. أما النوع الأول فمحاسبة النفس قبل العمل فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه. قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر. والنوع الثاني الذي هو محاسبة النفس بعد العمل فهو ثلاثة أنواع، أحدها محاسبة النفس على طاعة قصرْت فيها في حق الله تعالى، قلم توقعها على الوجه الذي ينبغي. وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور هي: الإخلاص في العمل، النصيحة لله فيه، متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيهن، شهود مشهد الإحسان فيه، شهود منة الله عليه فيه، شهود تقصيره فيه. فيحاسب العبد نفسه هل وفى هذه المقامات حقها، وهل أتى بها جميعاً في هذه الطاعة؟الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله. الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.