اختتم المنتدى الثالث للتعاون التركي العربي بتأكيده أهمية التنسيق بين تركيا والدول العربية في كل المحافل الدولية لضمان رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وذلك وسط تأكيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن التقارب التركي مع العرب لا يعني أن بلاده انحرفت نحو الشرق. وقال البيان الختامي للمنتدى الذي اختتم مساء أمس الأول في إسطنبول أنه تم التطرق لتطورات الوضع في الشرق الأوسط وعدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك أبرزها القضية الفلسطينية وإسرائيل. كما دعا المنتدى، الذي يعقد في إطار الملتقى الاقتصادي التركي العربي الخامس، إلى عقد مؤتمر بشأن الشرق الأوسط عام 2012 تدعى إليه كافة دول الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل. وشارك في المنتدى ممثلون عن 21 دولة عربية إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ووزير المالية التركي محمد سيمسك. وفي كلمة على هامش المنتدى، قال داود أوغلو أن وزراء الخارجية العرب عبروا عن تنديدهم بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية وأكدوا دعمهم لمطلب تركيا تشكيل لجنة تحقيق دولية في الهجوم. واتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية إسرائيل بمواصلة وحشيتها وعدوانها بانتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي، وأشاد بتركيا لتصديها لإسرائيل بعد هجومها على أسطول الحرية، واعتبر أن المواقف التركية تجاه العالم العربي تمثل قيمة إضافية. وعبر المشاركون عن قلقهم من الاستفزازات والممارسات الإسرائيلية في المنطقة، ودعوا إسرائيل إلى وقف الأنشطة الاستيطانية بكافة أشكالها، كما طالبوا الفلسطينيين بضرورة تحقيق المصالحة بشكل فوري معبرين عن دعمهم للجهود المصرية في هذا المجال. كما عبر المنتدى عن قلقه البالغ من انتشار الأسلحة النووية وأعرب عن دعمه لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وشدد على أهمية انضمام إسرائيل لهذه المعاهدة. وأكد كذلك ضرورة المتابعة الحثيثة للمفاوضات بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى، وضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي للقضية النووية. وأكد المنتدى على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين تركيا والدول العربية الذي انعكس في عقد الدورة الخامسة للملتقى الاقتصادي التركي العربي الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال في إسطنبول. ورحب بتوقيع اتفاقات تجارة حرة بين تركيا ومصر والأردن والمغرب وسوريا وفلسطين وتونس، وكذلك التوقيع على اتفاقيات إلغاء التأشيرة بين تركيا ولبنان وسوريا والأردن. وقد دفع هذا الأمر بعض المعلقين للقول بأن تركيا تحاول إحياء العلاقات التاريخية مع مناطق النفوذ السابق للإمبراطورية العثمانية، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في خطابه أمام الملتقى الاقتصادي التي قال فيها أن التركي لا يمكنه العيش بدون العربي والعربي عين التركي اليسرى وعينه اليمنى. لكن أردوغان الذي أعلن عن تشكيل منطقة تجارة حرة مع الدول العربية الثلاث، نفى بشدة الشكوك التي قالت إن تركيا بدأت بالتحول شرقاً، وأكد أن بلاده ملتزمة بالسعي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه اتهم بعض الدول الأوروبية ببذل "جهود سرية" لتعطيل انضمامها للاتحاد الأوروبي. كما قال داود أوغلو إن منطقة التجارة الحرة "ليست بديلا عن الاتحاد الأوروبي" وأن بلاده عازمة على الحصول على العضوية الكاملة للاتحاد الأوروبي دون أن يضع هذا قيودا على علاقاتنا مع مناطق أخرى. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عبر الأربعاء الماضي عن تخوفه من خطر تحول تركيا الحليف الحيوي للغرب نحو الشرق بسبب مقاومة في أوروبا لمسعى تركيا الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. يُذكر أن أول انطلاقة لمنتدى التعاون التركي العربي بدأت في إسطنبول بتاريخ 11 أكتوبر 2008، في حين عقدت دورته الثانية بالعاصمة السورية دمشق بتاريخ 15 ديسمبر 2009، وتقرر عقد دورته المقبلة في المغرب خلال العام المقبل.