كان الجميع ينتظر المقابلة الرياضية الحاسمة التي تجمع المنتخب الوطني الجزائري بغريمه الأمريكي بأحر من جمر، إن قلنا الجميع نقصد بها بالنسبة للجزائر الدول الشقيقة و الصديقة ، الدول الفقيرة ، الدول المناهضة لكل أشكال التمييز العنصري و الاضطهاد ، الدول الإفريقية و العربية المسلمة التي رفعت شعارها الدائم " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " فالجميع أراد فوز الفريق الجزائري . و فوز الجزائر يعني انتصار على كل أشكال الامبريالية بزعامة أمريكا التي لا تقهر !!!. و فوز " الجزائر" على " أمريكا " كرويا هي انتقام لكل الدول الضعيفة و المسكينة ، و على رأسها فلسطين الجريحة ، فالكل كان مستعدا لإقامة الأفراح على طريقته ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، فأمريكا دائما هي المتفوقة حتى لو كان ذلك في الوقت بدل الأصلي .أمريكا تفوقت رياضيا مثلما تفوقت سياسيا ، بل الرياضة و كرة القدم لديها هي السياسة كيف لا ؟ وهي التي لا ترضى بالخسارة أبدا ؟ حتى إذا تعلق الأمر بلعبة الجلد المنفوخ التي من المفروض أنها نظيفة و تلعب بانتهاج قواعد نظيفة ، لكن هذه القواعد تغيب إذا تعلق الأمر ببلد كبير مثل " أمريكا " ؟ و إلا كيف نفسر تنقل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إلى بريتوريا لمشاهدة المقابلة ؟ ظهر كلينتون بجانب رئيس الفيفا جوزيف بلاتير ورئيس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو ، ماذا يعني هذا ؟ إن التفسير له أكثر من دلالة ؟ و كرة القدم لها أكثر من رهان ؟ أليس هذا نوع من الضغط على المشرفين على أكبر هيئة دولية لكرة القدم ؟ أليس هذا نوع من الضغط على حكام المباراة خلال 90 دقيقة ؟ خاصة وأن الكل يدرك من هي أمريكا و من هو رئيس أمريكا منذ زمن بعيد ؟ إذن طريقة جلوس كلينتون و نظراته و حتى تحركاته توحي كلها بأن اللعبة مخدومة في الكواليس و هذا ما أكده شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي قبل المباراة حتى وإن تمكن الفريق الجزائري من الفوز يهزمه الحكم البلجيكي، لأن أمريكا تتقن لعبة الكواليس. إذن ، من السذاجة أن نعتبر مجريات كاس العالم في جنوب أفريقيا أو حتى في بلد آخر غير جنوب إفريقيا مجرد لقاءات رياضية تنافسية بريئة هدفها إمتاع الجمهور و مشاركتهم المشاهد المثيرة و الرائعة التي يتقن رسمها النجوم فالسياسة هي كرة القدم و كرة القدم هي السياسة ، هما وجهان لعملة واحدة ، ف بلاتير تتقاذفه أرجل أمريكا . حيث لا رياضة و لا كرة قدم بمعزل عن أمريكا ممثلة القوة العظمى ؟ و لا انتصار رياضي دون فريق أمريكي الذي يصنع اللعب دون أن يتقن أبجدياته بل يجدها معبدة بإفرازات السياسة الخبيثة خبث النظام