في خطوة وصفت بغير المسبوقة كشف الجيش الإسرائيلي عن خرائط ومواقع يقول أنها لمنصات صواريخ ومخازن أسلحة وتحصينات وضعها حزب الله اللبناني في قلب الأحياء السكنية وقرب المرافق العامة. وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن الجيش رفع السرية عن هذه الصور والخرائط في سابقة من نوعها لإشعار حزب الله أنه سيَستهدف عسكريا تلك المناطق والمواقع في حال نشوب مواجهة عسكرية أخرى. كريم-ح / وكالات واتهم الجيش حزب الله بتعزيز وجوده هناك مؤخرا، مع التركيز على قرية الخيام التي تبعد أربعة كيلومترات شمال الحدود مع إسرائيل، مشيرا إلى إقامة مخزن كبير للأسلحة فيها ومقر للقيادة. كما حددت على الخريطة التي بثها الجيش مواقع لمدارس ومستشفيات ومبان عامة على بعد مئات الأمتار عنها. وقالت العميد بالجيش الإسرائيلي أفيتال ليبوفيتس لوكالة الصحافة الفرنسية أول أمس: "لديهم مستودعات للصواريخ قرب المساجد والمدارس والمراكز الطبية في وسط البلدات، وهذه المباني تبدو مثل أي مبان أخرى". وأضافت أن هذه المعلومات تكشف تغييرا في تكتيكات حزب الله الذي قام أثناء الحرب بتخزين أسلحة في المناطق الريفية أو الأحراش على طول الحدود. وأوضحت أفيتال "نحن نتحدث عن تكتيكات جديدة تبناها حزب الله منذ 2006"، وأشارت إلى أن حزب الله قام من قبل بتخزين أسلحة "في مناطق مفتوحة". وأشارت إلى أنه نتيجة للحرب نقل حزب الله ثلاثة أرباع أسلحته إلى مناطق ريفية، وادعت أن الحزب حول أكثر من مائة قرية في الجنوب إلى قواعد عسكرية. وحسب الوثائق ساعد مئات من المستشارين الإيرانيين حزب الله في إقامة شبكة اتصالات وحفر أنفاق وبناء تحصينات تحت الأرض. وكشف الجيش الإسرائيلي هذه الوثائق قبل أيام من الذكرى الرابعة للحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006. وقال مسؤول عسكري إن الهدف من هذه الخطوة الإسرائيلية اتهام حزب الله ب"استخدام المدنيين دروعا بشرية". وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن كشف هذه المعلومات لإظهار ما أسمته تطلعات حزب الله. لكن العميد المتقاعد وليد سكرية عضو مجلس النواب عن كتلة الوفاء للمقاومة رأى ما بثته إسرائيل "كذبة" لا أساس لها من الصحة، وبرر ذلك بأنه لا يمكن لجهة أن تكشف لعدوها بنك الأهداف المستهدف. ورأى سكرية أن إسرائيل أرادت مساعدة فرنسا في انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي يوسع مهام قوات اليونيفيل في جنوب لبنان من حيث البحث والتفتيش والمداهمة لقرى الجنوب بحثا عن الأسلحة، وهو الأمر الذي فشلت فيه إسرائيل في حرب 2006. وشنت إسرائيل حربا شاملة على لبنان في جويلية 2006، بهدف القضاء على قوة حزب الله، استخدمت فيها قوات برية وبحرية وجوية. وأطلق الحزب خلال الحرب نحو 4000 صاروخ على إسرائيل. وفشلت إسرائيل في القضاء على قدرات حزب الله العسكرية ومنع إطلاقه لصواريخ على أراضيها والإفراج عن الجنديين الأسيرين اللذين سلمت رفاتهما لاحقا. وعزز القرار 1701 القوة الدولية المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار والخط الأزرق الذي وضعته الأممالمتحدة لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.