كلما حل علينا فصل الصيف نبحث عن إمكانياتنا السياحية التي طالما جعلت بلادنا لقرون بعيدة عروس البحر الأبيض المتوسط بمناخ معتدل وتضاريس متنوعة. وبالرغم من تعدد الأسباب بين نقص الهياكل السياحية وضعف الاستثمار في هذا الجانب، إلى أن عوامل أخرى كثيرة تبقى تصنع هذا الحدث ومنها التلوث البيئي خاصة على شواطئنا الممتدة على خط طول 1200 كلم. سارة.ب حتى وإن كانت الجهات الوصية قد تجاهلت العديد من البؤر أو لم تستطع القضاء عليها فللجزائري المصطاف هو الآخر دور كبير في صناعة هذه الصورة غير المتناسقة بين طبيعة ساحرة ونفايات مترامية، في كل مرة تقصد فيها شواطئ البحر المحروسة تلفت انتباهك صعوبة الظفر بمكان مريح ومميز ونظيف مع كل تلك الحشود من المصطافين خاصة وأننا خلال الأيام القليلة الماضية عرفنا ارتفاعا رهيبا في درجات الحرارة، لكن وبمجرد حلول ساعات المساء وبداية الانسحاب التدريجي للعائلات تشاهد مظاهر الإهمال واللامبالاة لدى العديد من المصطافين الجزائريين، الذين لا يزالون يفتقرون لأدنى أبجديات الثقافة البيئية، فمن بومرداس إلى برج الكيفان ومن الغرب إلى الشرق، من اسطوالي مرورا بسيدي فرج، تيبازة، بواسماعيل، شرشال تجد صورا لا تختلف كثيرا، حسا بيئيا متدنيا وعدم اكتراث. الغريب في الأمر أن الكل يتذمر من هذه الوضعية ولكن من هو الفاعل إذن إذا كان هناك تقصير من الجهات الوصية لتنظيف هذه الشواطئ مع مبادرات مشكورة لبعض فعاليات المجتمع المدني مثل أطفال الكشافة الجزائرية الإسلامية وعدد من الجمعيات إذ إن تنظيف المكان الذي يستجمم فيه مهمة المصطاف الذي لا يتوانى في الكثير من الأحيان عن ترك فضلات الغذاء والأهم أن الضرر يعود على المصطاف في حد ذاته، حيث أثبت الدراسات أن مياه الشواطئ الملوثة تتسبب في الإصابة ببعض الأمراض المعدية، على غرار التهاب العيون والأذن والأنف وأمراض الجهاز الهضمي، وبالرغم من تخصيص البلديات الساحلية سنويا لعدد من الشباب لتنظيف الشواطئ إلا أن الأمر يبقى غير كافي لأن الأهم أن يعي المصطاف أهمية النظافة كأولوية وليس ككمالية ، والملفت للانتباه أن الجزائريين عندما يتواجدون في بلدان أخرى يتميزون بحس النظافة ولو كان ذلك نسبيا فما سر في ذلك باعتبار أن الأوضاع لا بد أن تكون مماثلة في الجزائر بل وأكثر من ذلك ، قد يذهب البعض إلى حد التساؤل عن سبب تزايد عدد الجزائريين الذين يقصدون بلدانا أخرى؟ فقد بينت الإحصائيات خلال السنوات القليلة الماضية تزايد عداد الجزائريين الذين يتوجهون سنويا إلى شواطئ البلد المجاور تونس،إذ يزيد عن مليوني سائح ومنهم حتى من يستأجر فيلات على الشواطئ التونسية.