تسببت رواية حديثة يعتزم الكاتب الصحفي المصري أنيس الدغيدي إصدارها قريبا في موجة استياء واسعة؛ ليس فقط بسبب عنوانها "محاكمة النبي محمد"، وإنما بسبب العناوين الفرعية لبعض الفصول والتي يفهم منها الإساءة للنبي، مثل "لماذا يجاهد النبي أعداءه بالسيف قتلا وسبيا؟" و"لماذا لم يتزوج أحد من أمته من نسائه بعد مماته؟ وغيرها من العناوين الصادمة التي كان في مقدمة المهاجمين لها الداعية الإسلامي أبو إسحق الحويني. وقد تفجرت الأزمة بعد أن أعلنت صحيفة "اليوم السابع" نشر فصول الرواية على حلقات مؤكدة أن الرواية ترد على الإساءات الموجهة للإسلام في الغرب، وأن العناوين مقتبسة من أقوال بطل الرواية الدانماركي ولا تعبر عن الرواية، غير أنها "مراعاة لمشاعر القراء" قررت التوقف عن النشر. صاحب الرواية أكد في حديثه الذي يعد الأول بعد الأزمة، أن الرواية تقدم كل الأسانيد الدينية لرد إدعاءات الذين هاجموا الرسول صلى الله عليه وسلم في الغرب، وتؤكد جهلهم البالغ، قائلا أن مضمون الرواية يرد على ما جاء بالعناوين من كلمات صادمة كان الغرض منها لفت القراء لخطورة الموضوع. وعن مضمون الرواية يقول الدغيدي "بطل الرواية محامي دانماركي يحمل اسم صاحب الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وافترض أن هذا المحامي يرفع دعوى على ديني وعلى النبي ماذا سيكون رد فعلنا؟، كل هذا يدور في إطار أدبي، وأنا في انتظار حكم القراء بعد النشر، وحتى لا نحقق ما قاله فينا موشي ديان "العرب لا يقرأون، وإن قرأوا لا يستوعبون، وإن استوعبوا لا يفعلون شيئا". أكد المؤلف أنه شرع في كتابة الرواية منذ 15 عاما، حتى اضطر لترك دراسة الدكتوراه والتفرغ لها، وكان يواجه صعوبة لنشرها حتى أنه طبع في البداية عددا محدود امن النسخ على نفقته الخاصة، رغم تأكيده أن كتاباته دائما تلقى رواجا مما يجعل الناشرين يسعون وراءه، بعكس هذه الرواية التي رفض الجميع نشرها حتى بعد أن أكد لهم أنها تدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن بعد أن أعلنت الصحيفة المصرية نشر فصول الرواية تباعا، لهث الناشرون خلف المؤلف حتى وصل عددهم 11 يرغب بنشرها! ويرى المؤلف الذي اشتهر بكتبه المثيرة للجدل آخرها "صدام لم يُعدم" أن الشعوب العربية تعاني الأمية، قائلا أن الجهل ينتشر بين المثقفين، مؤكدا أن العقلية العربية لم تستوعب ما جاء بالرواية ولكن هذا سيزول بعد قراءتها. كما أكد الدغيدي أنه مؤمن ومتعصب لدينه؛ وبناته متنقبات وزوجته ترتدي الحجاب، متسائلا "هل من الممكن أن أخسر آخرتي من أجل كتاب؟"، وقال أنه يعتبر هذا الكتاب من أفضل أعماله، وأن هذه العناوين الهدف منها جذب القراء فحسب لتعم الفائدة. ورداً على هجوم الداعية أبو اسحاق الحويني، فرد عليه المؤلف بالآية 108 من سورة يوسف والتي ينفي فيها نبي الله عن نفسه الشرك ويؤكد دعوته إلى الله على بصيرة، داعيا الحويني للتريث والقراءة قبل تصديق الصحف، مسترشدا أيضا بالآية الكريمة من سورة الحجرات التي تحذر من قول الفاسق ويعني به الصحف.