جدد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق محمد البرادعي دعوته لمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر، وسط انتقال المعركة السياسية إلى صفحات الإنترنت وتشويه الحملة المطالبة بالتغيير. وقال البرادعي إنه إذا بقي النظام الحاكم على رفضه الاستجابة لمطالب التغيير فإنه سيدعو إلى النزول إلى الشارع، ملوحا بالعصيان المدني. وجاء ذلك في حفل إفطار بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق حملة التغيير، حيث أكد أمام أكثر من 200 ناشط أن الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في نوفمبر المقبل ستتعرض للتزوير، ودعا مؤيديه الشباب إلى التحلي بالصبر والتخطيط لصراع طويل الأمد. وقال البرادعي إن المشاركة في التصويت سيكون ضد "الإرادة الوطنية" الرامية لتحويل مصر إلى ديمقراطية حقيقية. وانتقلت المعركة السياسية في مصر إلى ميدان الإنترنت، حيث قام طرف مجهول الهوية بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحمل صورة ليلى ابنة البرادعي وهي تحضر مناسبات تم تقديم مشروبات كحولية فيها، وأخرى وهي ترتدي لباس البحر. وحمل البرادعي الحكومة مسؤولية الوقوف وراء الموقع الذي استهدف ابنته، وهو ما نفاه مسؤولو الحزب الحاكم. وقال عبد الرحمن يوسف منسق حملة البرادعي لرويترز إن "هذا يدل على أن أننا أمام نظام لا يتورع عن استخدام أقذر الأساليب لتسوية حساباته السياسية". ويرى المحللون أن الهدف من نشر صور ليلى البرادعي هو تشويه حملة والدها التي ترمي إلى التغيير السياسي واحتمال المنافسة على الرئاسة في العام المقبل. وقال المحلل السياسي نبيل عبد الفتاح إن الجميع يلجأ إلى وسيلة الإنترنت، لأنها "أصبحت أكثر تأثيرا على الأجيال الشابة" في مصر التي يتراوح أعمار نحو ربع سكانها بين 18 و29 عاما، و"نظرا لأن السياسة في حالة موت". ويبلغ عدد المؤيدين في صفحة على فيسبوك لدعم البرادعي نحو ربع مليون شخص حتى الآن، وقد قفز عدد أتباعه عقب انتقاص الصحف الحكومية منه في التغطية الإخبارية وفي أعمدتها في وقت سابق من هذا العام. في المقابل، ظهرت عشرات المواقع التي تدعم جمال مبارك نجل الرئيس المصري. أما جماعة الإخوان المسلمين التي تؤيد حملة البرادعي، فجددت دعمها له في مقال على الإنترنت، وقالت إن الديمقراطية أهم من لباس البحر الخاص بليلى البرادعي.