بدأت في منتجع شرم الشيخ المصري أمس المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية بعد أن تأخرت نحو ساعة بسبب الخلافات التي برزت بحدة بين الجانبين والمتعلقة بالإصرار الإسرائيلي على رفض تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية.وشدد عضو الوفد الفلسطيني المفاوض نبيل شعث على أن الموقف الفلسطيني المصر على مواصلة تجميد الاستيطان بالضفة لم يطرأ عليه أي تغيير، مؤكدا أن الجانب الأميركي وعدهم بدعوة إسرائيل لقبول وقف الاستيطان.وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تأخر عن الالتحاق بالاجتماع الثلاثي الذي يجمعه مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأمضى قرابة ساعة من الوقت برفقة وفده المفاوض لبحث الموقف الإسرائيلي من الاستيطان. وفيما يتعلق بالعرض الأميركي لحل مشكلة الاستيطان التي هددت بإعاقة المفاوضات، قال مراسل الجزيرة في شرم الشيخ سمير عمر إن الأميركيين تقدموا باقتراح للإسرائيليين بعدم العودة لبناء المستوطنات بالضفة الغربية بعد تاريخ السادس والعشرين من الشهر الجاري، لكن دون أن يتبنوا قرارا رسميا بتمديد تجميد الاستيطان.وكانت كلينتون قد التقت في وقت سابق مع نتنياهو وعباس على حدة، كما التقت مبكرا بالرئيس المصري حسني مبارك، الذي التقى أيضا بشكل منفصل مع عباس ونتنياهو، حيث أبلغ الأخير موقف مصر المؤيد لتجميد الاستيطان ودعاه لاغتنام الفرصة السانحة حاليا و"الاستجابة لليد العربية الممدوة للسلام".يذكر أن كلينتون كانت قد دعت طرفي التفاوض قبيل وصولها إلى شرم الشيخ لتجاوز عقبة الاستيطان التي باتت تشكل العقدة الكبرى في طريق استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين.ويواجه نتنياهو تهديدات من قبل ائتلافه الحكومي بانهيار حكومته إذا قرر تمديد وقف النشاط الاستيطاني.ولا تبدو مسألة الاستيطان هي العقبة الوحيدة التي تعترض طريق المفاوضات المباشرة التي انطلقت قبل نحو أسبوعين في واشنطن، إذ أشار مراسل الجزيرة في شرم الشيخ لعقبات أخرى برزت صباح اليوم وحالت دون تنظيم مؤتمر صحفي مشترك بين الجانبين كما كان مقررا بالسابق.وأوضح المراسل أن العقبات تمثلت في عدم اتفاق الجانبين على جدول أعمال المفاوضات، وكذلك الإصرار الفلسطيني على مناقشة مسألة حدود الدولة الفلسطينية المقترحة وتحديدها بالعودة إلى تاريخ 4 يونيو 1967، بالإضافة لاشتراط الإسرائيليين على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية إسرائيل. تجدر الإشارة إلى أنه في حال نجاح المفاوضات اليوم فمن المقرر أن تعقد كلينتون اجتماعا ثلاثيا مع عباس ونتنياهو في القدس.وكانت كلينتون قد عبرت عن إصرار إدارة بلادها على نجاح المفاوضات حيث قالت وهي على متن الطائرة التي أقلتها إلى شرم الشيخ "بالنسبة لي هذا خيار بسيط.. لا مفاوضات، لا أمن، لا دولة.. ليس هناك أي أمل في النجاح في غياب المفاوضات المباشرة".