قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان تعمل، لكنه نبه بأن الأمر قد يتطلب أشهراً قبل الإعلان عن نجاحها، كما عبر مسؤولان أميركيان رفيعان عن ثقتهما بقدرة القوات الأفغانية على توفير الأمن للانتخابات المقبلة، وقالا إن تلك الانتخابات ستكون "أفضل" من سابقتها لكنها لن تكون مثالية. فقد صرح غيتس -في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الخمس بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي هيرف مورين- بأن السؤال الذي تجب الإجابة عنه هو هل خطة الحرب في أفغانستان تعمل؟ وهل تلك الخطة هي المنهج الصحيح؟ وأضاف غيتس أن الدليل الذي يراه قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس يشير إلى أن تلك الخطة تعمل سواء على الجانب المدني أو الجانب العسكري. وقال إن النمو الكبير في "أعداد ونوعية" قوات الأمن الأفغانية هو أحد الأسباب الباعثة على التفاؤل، لكنه نبه بأنه وبترايوس ما يزالان -رغم ذلك- "حذرين" بتفاؤلهما. فقد حذر غيتس من أن الحرب في أفغانستان صعبة وأنه ما زال أمام القوات الأميركية تحديات عديدة وستزهق أرواح مزيد من الجنود الأميركيين، "لكني أعتقد أن الجنرال بترايوس لديه شعور بأننا على المسار الصحيح".ويأتي تقييم غيتس المتفائل من الحرب الأفغانية بينما تواجه الإدارة الأميركية تشاؤما متنامياً إزاء تقدم واتجاه الحرب وسط تقارير عن مكاسب غير مؤكدة ضد مقاتلي طالبان على أرض المعركة، والصراع من أجل كبح جماح فساد الساسة في كابل.كما أن تصريحاته تتوافق مع تصريحات مسؤولين أميركيين عبروا فيها عن ثقتهم بقدرة القوات الأفغانية على توفير الأمن في الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ السبت رغم تهديدات طالبان باستهداف مراكز الاقتراع. فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين رفيعين اشترطا عدم ذكر اسميهما أن القوات الأفغانية بالتعاون مع قوات الناتو أصبحت أكثر جاهزية بكثير مما كانت عليه في الانتخابات الرئاسية العام الماضي التي شابها اتهامات واسعة بالتزوير. وقال أحد المسؤولين أمس الخميس إن "الأمن سيكون تحديا" لكن "القوات الأفغانية التي تتولى القيادة في التعامل مع تلك المشاكل الأمنية أصبحت كذلك أكثر نضجاً بعام مما كانت عليه العام الماضي". كما نقلت عن مسؤول رفيع آخر –طلب كذلك عدم ذكر اسمه- أن الانتخابات المقبلة ستكون "أفضل" من الانتخابات الرئاسية الماضية، لكنها "لن تكون مثالية". وأضاف "رأينا حصول تقدم" مع هيئة الانتخابات الأفغانية المستقلة وهيئة الشكاوى الانتخابية، حيث أظهرت تلك المؤسستان "قيادة قوية". وتأتي تصريحات هذين المسؤولين بنفس اليوم الذي أعلن فيه عن مقتل ثلاثة جنود من حلف شمال الأطلسي (ناتو) واثنين من عمال الانتخابات، وخمسة حراس أمن في هجمات متفرقة أمس الخميس، حيث كانت طالبان قد هددت بمهاجمة مراكز الاقتراع وحذرت الأفغانيين من التوجه إليها. ويعتبر 10.5 ملايين أفغاني مؤهلين للإدلاء بأصواتهم غداً السبت في الانتخابات البرلمانية الثانية منذ الإطاحة بحكم طالبان عام 2001، حيث سيجرى انتخاب 249 نائباً في مجلس النواب.