إعداد: بلقاسمي ف/الزهراء مع بداية شهر رمضان ، تلجأ بعض الفتيات إلى ارتداء الحجاب بنية خلعه في العيد ، وفوراً تبحث الفتاة في خزانة ملابسها عن قطع مناسبة وفضفاضة مع طرحة تتناسب مع "اللوك" الجديد. البعض ينفر من هذا المظهر باعتبار أن الله سبحانه وتعالي رب كل أيام السنة ،بينما تري من تلجأ لارتداء غطاء الرأس إلى إنها مراعاة لحرمة الشهر الكريم ، وما بين مؤيد ومعارض هل ارتداء الحجاب في رمضان نوع من النفاق ، أم أنها خطوة جيدة لتكملة المظهر مع الجوهر ؟ هذا ما حاول لهنّ استطلاعه من آراء بعض الفتيات. باب للهداية تري "هيام فايز" أن هذا السلوك أصبح ظاهرة غريبة ، وبالرغم من أنها محجبة إلا أنها من المؤيدين لها ، حتى لا تفتن الشباب الصائم في الشارع أو الجامعة بجمالها ، وربما تكون خطوة أولى إيجابية نحو الحجاب الحقيقي بالتعود والله قادر على هداية من يشاء. وتؤيد "داليا محمد" هي الأخرى ارتداء البنت لغطاء الرأس في رمضان ، لأنه من الممكن أن يكون شهر رمضان بداية هداية لها ، والله يشرح صدرها إليه ، وعلى الأقل تكون منعت بذلك فتنة أي شاب صائم نظر إليها. "هناء نور الدين" توافق بشدة ، لأن تري أن الفكرة بوابة لارتدائه ، وهذا ما حدث بالفعل لإحدى صديقاتها التي كانت ترفض ارتداء الحجاب بشكل قاطع ، وتوضح هناء : "لكن سبحان الله ، أرتديته صديقتي في رمضان ولم تخلعه منذ 5 سنوات .. ربنا يثبتها ويثبتنا جميعاً" مثال سيئ بينما تؤكد "رشا علي" أن من تقوم بارتداء الحجاب في رمضان تمثل مثال سيء جداً عن الإسلام والحجاب وتعطي فكرة خاطئة عن الشكل العام والحجاب ، بالإضافة إلى هناك قاعدة عريضة من البنات يعشقن التقليد وسيتبعون هذه الفعلة دون دراية معتقدات أنهن بذلك يفعلن الصواب و، وأنهن على الطريق الصحيح . تقول رشا : "ربنا يهدي كل بنت دير هاكدة ، وتعرف أن الحجاب فرض في كل الأيام والأوقات" مشيرة إلى من تعتقد أنها بذلك تقوم بفعل جيد ، العكس هو الصحيح ، لأن خلعها للحجاب بعد رمضان كأنها ارتدت عن الحق إلى حد قولها. وترفض "فضيلة .ش" معتبرة الأمر نفاق مع الله ، واضعة خيارين ، إما أن ترتدي المرأة الحجاب وتستقر عليه وتراعي ما يحث عليه من سلوك وغيره ، أو لا ترتديه ، كي لا تعطي فكرة سيئة عن المسلمين ، وعلقت : "مش أي حاجة ربنا فارضها نديروها على هوانا" ، وتوافقها في الرأي "خديجة" 12 سنة وترتدي الحجاب معلقة : "واعلاش نهين الحجاب يا يتلبس على طول أو لا" وتختلف معها "سليمة " قائلة : "منيش حابة نكون متساهلة في الدين لهذه الدرجة لكن نص العمى ولا العمى كله" وأضافت : لا أعتقد أن الحجاب من الممكن أهانته بأي تصرف أياً كان ، ومن ترتديه في رمضان فقط هي قامت بوقاية لنفسها وللشباب على الأقل خلال هذه الفترة ، والله سبحانه وتعالي قادر علي أن يثبتها ، وتستمر عليه فيما بعد ، وربنا الهادي. ضعف وأنانية وعن هذه الظاهرة يشير علماؤنا في الدين إلى أن استخدام غطاء الرأس في رمضان ثم خلعه بعد انتهاء الشهر أمر له مردودات كثيرة، فالتي تأخذ هذا الزى الإسلامي كأمر إلهي فإن رب رمضان هو رب باقي شهور السنة ، فكيف تطيعه في شهر واحد وتعصيه طوال العام ، ولكن بعض الفتيات ترى في الصوم مجاهدة للنفس ولا تريد ضياع عناء الصوم بسبب عدم ارتداء الحجاب وضياع رمضان بلا أجر وهذه الحالة "أنانية شخصية". تقول أمينة أن هناك فئة ترتدي الحجاب بسبب طبيعة الأجواء الرمضانية الروحانية والعبق الإيماني الذي يجبر العاصي طوال العام أن يقلع عن معصيته ويتوب ويتقرب لله سبحانه وتعالى، وأنصح تلك الفتيات والسيدات أن تستجبن لهذا التأثير الروحاني الرائع في بناء الإرادة الإنسانية والتي تسمو فوق الشهوات والرغبات وتدعها تلازمها بعد رمضان حتى تحقق فريضة الصوم التي أرادها الله سبحانه وتعالى وأن نرتقي بصومنا إلى صوم التقوى. أما بعض الأفراد الذين يحكمون على تلك الفتيات ويصفوهن بكلمات شديدة قد تصل للردة والتكفير، فهذا أمر خاطئ ومبالغات غير صحيحة فهن لسن مرتدات ولكنهن ذوات نفس ضعيفة، ولا يجب أن نصف بناتنا بصفات ليست فيهن لمجرد وقوعهن تحت ضعف بشرى، فهن لم ينكرن فرضية الحجاب، ولذلك يجب عدم المغالاة في الحكم عليهن ويجب أن نشجعهن على الاستمرار في ارتدائه بعد انتهاء رمضان ولكن بالرفق واللين، ولابد أن نكون قدوة لبناتنا ونعينهم على التقوى والطاعة.