توالت الدعوات لإطلاق سراح المعارض الصيني ليو تشياباو الذي حاز على جائزة نوبل للسلام لعام 2010، وعلى رأسها دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي دعا بكين إلى الإفراج عن تشياباو في أسرع وقت ممكن، وسط انتقادات صينية لقرار الجائزة دفعها لاستدعاء السفير النرويجي. محمد / ك – وكالات وطالب الزعيم الروحي لإقليم التبت الدلاي لاما الصين بالإفراج عن تشياباو وقال إن جائزة نوبل للسلام التي أعلنت عنها لجنة نوبل للسلام في أوسلو اعتراف دولي بالأصوات المطالبة بالإصلاح في الصين. ودعا الزعيم الروحي في المنفى الحكومة الصينية في بيان له إلى إطلاق سراح سجناء آخرين "مارسوا حرية التعبير".من جانبه رحب الزعيم التايواني بفوز ليو تشياباو (54 عاما) -الذي يقضي حكما بالسجن 11 عاما صدر في ديسمبر الماضي- بجائزة نوبل، وأصدر تهنئة وصف فيها هذا الفوز بأنه تاريخي. من جانبها اعتبرت زوجة المعارض فوزه بالجائزة بأنه "شرف كبير".وأفادت شبكة "أن آر كيه" النرويجية بأنه لم يسمح للزوجة ليو شيا بمغادرة منزلها في مجمع سكني غرب بكين للتحدث للصحفيين المنتظرين في الخارج. وذكرت القناة أن ليو شيا بعثت برسالة عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قالت فيها إنها "تشعر بصدمة كبيرة وسعادة غامرة وتأسف لأن زوجها لا يستطيع المشاركة في هذه اللحظة".وتجمع العشرات من أصدقاء ليو بالقرب من مدخل ديتان بارك وسط بكين رافعين لافتات التهنئة بالفوز، وهم يهتفون "عاشت حرية التعبير، عاشت الديمقراطية"، ويرتدون الوشاح الأصفر للتعبير عن دعوتهم إلى إطلاق سراح ليو تشياباو. غير أن هذه الجائزة أثارت سخط الصين التي اتهمت لجنة نوبل النرويجية "بانتهاك مبادئها عبر تكريمها لمجرم".وقالت وزارة الخارجية النرويجية إن الصين استدعت سفير النرويج في بكين للاحتجاج على منح لجنة جائزة نوبل جائزتها للسلام لعام 2010 للمعارض الصيني ليو تشياباو. وقالت متحدثة باسم الوزارة إن الصين أرادت التعبير رسميا عن عدم رضاها واحتجاجها، "ولكننا أكدنا أن هذه اللجنة مستقلة".وكانت الصين قد أصدرت في وقت سابق بيانا يقول إن قرار اللجنة من شأنه أن يلحق ضررا بالعلاقات بين الصين والنرويج، وأضافت أن "تصرفاته (ليو) تتعارض مع الهدف من جائزة نوبل". وعمدت الصين كذلك إلى حجب الأخبار التي بثت الإعلان عن الجائزة سواء على القنوات مثل قناة "سي أن أن" أو مواقع الإنترنت. من جانبه قال مدير مكتب الجزيرة في بكين عزت شحرور إن فوز تشياباو كان متوقعا قبل فترة، وقامت الصين بجهود دبلوماسية مكثفة للضغط على النرويج لعدم منحه الجائزة. وأضاف أن حملة انتقادات واسعة نظمت في الصين ضد منح تشياباو الجائرة، باعتبار أنه "لم يقم بأي جهد في إطار تحقيق السلام العالمي أو الحد من انتشار الأسلحة".وجاءت عقوبة السجن بحق ليو بعد عام من القبض عليه في منزله ببكين بينما كان يستعد لإطلاق بيان إصلاحي ديمقراطي بعنوان "الميثاق 08" يدعو فيه إلى خلق "بلد حر ديمقراطي ودستوري" وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وكان ليو قد قضى نحو خمس سنوات في السجن تحت مسميات مختلفة وسنوات أخرى كثيرة تحت رقابة الشرطة والإقامة الجبرية في المنزل. وفقد الرجل وظيفة محاضر في الأدب في جامعة بكين وسجن قرابة عامين للدفاع عن طالب انضم إلى مظاهرات الديمقراطية 1989، ووصف نفسه منذ ذلك التاريخ بأنه ناقد وكاتب فلسفي. ودأب ليو على كتابة ونشر مقالاته التي تنتقد نظام الصين السياسي القائم على حكم حزب واحد هو الحزب الشيوعي.