عشية عيد الأضحى المبارك الجزائريون بين الأسواق المكتظة وحركة المرور المزدحمة عرف الجزائريون، يوم أمس، حالة من التهافت على الأسواق لاقتناء حاجيات العيد، في صورة متكررة كل سنة لتهافت المواطنين غير المبرر في سباق مع الزمن رغم حالة الغلاء الجنوني في أسعار الخضر والفواكه في الأسواق الجزائرية ، ناهيك عن الطوابير الطويلة المتقاتلة للظفر بكيس واحد من الحليب، فيما عرفت حركة المرور اكتظاظا كبيرا عبر مختلف طرق البلاد. سارة.ب شهدت الأسواق الجزائرية ، أمس، قبل يوم واحد من عيد الأضحى المبارك حالة من الاكتظاظ بسبب التهافت واللهفة لدى المواطن الجزائري، في ظل غياب الثقافة الاستهلاكية، وهو أحد دوافع رفع الأسعار، فالمواطن الذي وبالرغم من شكاويه التي لا تنتهي بسبب غلاء أسعار الخضر والفواكه إلا أنه قبيل العيد يقتني كل ما يمكن أن تحمله ذراعاه من المعروضات التي يتفنن التجار في تزيينها للزبائن حتى تجلب أنظارهم وجيوبهم في آن واحد، و أن تعلق الأمر ببعض الخضر التي لا لزوم لها وليست أساسية، يجد المتسوق نفسه أمامها لشرائها رغم غلاء ثمنها، مما يدفع أكثر إلى مشكل ارتفاع الأسعار قبيل العيد، فالحركة الدؤوبة والاكتظاظ الذي شكله المواطنون بمعظم الأسواق يحتم على الجشعين الرفع من الأسعار بحجة أن العرض بأسواق الجملة يفرض الأمر رغم أن أسعارها أقل من ذلك بكثير في أسواق الجملة، وبالرغم من علم الجزائري باستغلال الكثير من التجار لهذا الموسم. زيادة الطلب أدت بالمقابل لتسارع التجار نحو أسواق الجملة، وفي هذا الإطار شهد سوق الحطاطبة الكائن بولاية تيبازة، وسوق الجملة للخضر والفواكه بالكاليتوس الجزائر العاصمة طوابير لامتناهية للسيارات والشاحنات الذين قدمت من مختلف الولايات الوسطى للوطن قصد التسوق وتحميل السلع، وهو ما نتج عنه اكتظاظ لساعات طويلة، حيث أن خروج شاحنات من الباب الخلفي للسوق جعل حركة المرور ببلدية الحطاطبة تتوقف لساعات، حتى أن الأشخاص العاملين والمتمدرسين وجدوا صعوبة للالتحاق بمقاعدهم بسبب المشكل الذي برز للوجود ثلاثة أيام قبل حلول عيد الأضحى، ونفس المشكل سجل بمدخل الكاليتوس، وهو الوقت الذي يزيد به عدد الشاحنات والمركبات التي تقصد هذه الأسواق لتصل إلى تسجيل عشية المناسبة من كل سنة ما يفوق إلى4 آلاف شاحنة ومركبة تدخل السوق يوميا وذلك منذ بزوغ أول خيوط الفجر. حركة مرور مختنقة قبل يوم واحد من العيد ازداد اختناق حركة المرور أمس مجددا عبر مختلف طرقات الوطن فقد دبت الحركة في كل مكان من البيت إلى الشارع فإلى الطرقات التي ارتفعت فيها أبواق السيارات تتعالى من كل مكان بعدما خرج الكل لقضاء حاجياته قبل العيد، بحيث عاشت كبريات مدن الجزائر وعلى رأسها العاصمة من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها حركة دؤوبة للسيارات بعدما قرر اغلب المواطنين الخروج إلى الأسواق لشراء مستلزمات العيد في الوقت الذي انطلق البعض الآخر إلى وجهات مختلفة لشراء الأضاحي خاصة منهم الذين تعذر عليهم ذلك الأيام الماضية بسبب نقص السيولة بمراكز البريد في الفترة الماضية ،مما جعل المواطنين يتخوفون من عودة شبح الازدحام إلى الطرق التي ستشهد بالتأكيد اليوم المصادف لآخر يوم قبل حلول العيد اكتظاظا رهيبا بسبب عودة الكل من عاملين وطلبة إلى ذويهم . مادة الحليب لا تزال تصنع الحدث من جهة أخرى عرفت أغلب البقالات ومحلات بيع الحليب ومشتقاته طوابير لامتناهية للمواطنين أمام مداخلها منذ الساعات الأولى من صباح، أمس، من أجل الظفر بأكياس من الحليب الذي أضحى وجوده من المستحيلات بالنظر إلى الأزمة التي لا زالت تطبع هذه المادة بسبب مشكل ندرة الغبرة التي كانت ولا زالت الهاجس الذي جعل العديد من المحولين يضطرون إلى تحديد الكمية الموجهة للمستهلكين وهو ما سيكون عبئا كبيرا على المواطنين خاصة وأن المشكل قد اقترن مع عيد الأضحى المبارك الذي سيكون بمثابة عالة على بعض العائلات الجزائرية التي ستتحجج بطريقة أو أخرى لدى ضيوفها بعدم تقديم الحليب يوم العيد، وهو ما جعل العديد منها تضطر للاصطفاف أمام مدخل المحلات لانتظار قدوم شاحنة حمل وتفريغ أكياس الحليب علهم يظفرون بكيس أو اثنين منها لتقديمها صبيحة العيد للضيوف.