واصلت الدول الغربية حملتها ضد كوريا الشمالية بعدما تبادلت القصف مع جارتها الجنوبية أول أمس، حيث أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزام واشنطن بالدفاع عن سول، وأعلن عن مناورات مشتركة معها، في حين طالب بيونغ يانغ بالتوقف عما أسماه الأعمال الاستفزازية. كريم - ح / وكالات وكانت كوريا الجنوبية أعلنت عن مصرع اثنين من جنودها وإصابة 18 شخصا آخرين منهم 15 جنديا في قصف شمالي استهدف جزيرة يونبيونغ الواقعة في منطقة متنازع عليها تبعد 12 كلم عن ساحل كوريا الشمالية، وأدى إلى فرار بعض سكانها البالغ عددهم 1600 شخص إلى الملاجئ، في حين فر آخرون من الجزيرة باستخدام قوارب الصيد. وأكدت كوريا الشمالية أنها لم تكن الطرف البادئ بإطلاق النار، وهو ما اعترفت به كوريا الجنوبية جزئيا، حيث قالت إن جيشها أطلق النار أثناء تدريبات عسكرية في المنطقة، لكنها أكدت أن الإطلاق كان باتجاه الغرب وليس الشمال. وقد أكد الرئيس الأميركي لنظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في اتصال هاتفي أن واشنطن تقف بكل حزم مع "صديقتها وحليفتها المقربة" وتظل ملتزمة بشكل ثابت وكامل بالدفاع عنها. كما أكد أوباما إدانة بلاده للقصف الذي قامت به كوريا الشمالية ووصفه بأنه عمل استفزازي سيقودها إلى مزيد من العزلة، وطالبها بالتقيد ببنود اتفاق الهدنة، وأضاف أنه لن يخوض في تفاصيل أي تحرك عسكري محتمل لبلاده ضد بيونغ يانغ بعد تطورات أمس الأول. واتفق الزعيمان الأميركي والكوري الجنوبي على إجراء مناورات عسكرية مشتركة، علما بأن الولاياتالمتحدة تنشر حوالي 30 ألف جندي في كوريا الجنوبية منذ العام 1953 عندما انتهت الحرب الكورية. وقد أعلنت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية أن المناورات ستبدأ يوم الأحد في البحر الأصفر، وأضافت أن حاملة الطائرات الأميركية "جورج واشنطن" ستشارك فيها، لكن الجانبين الأميركي والكوري لم يصدرا أي بيانات رسمية بهذا الشأن، في حين قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ إن بلاده ستنشر بطاريات مدفعية جديدة في جزيرة يونغبيونغ التي تعرضت للقصف. وكان ستيفن بوسورث المبعوث الأميركي الخاص بالملف النووي لكوريا الشمالية دعا المجتمع الدولي لإدانة القصف الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية، وهي تصريحات بدت موجهة للصين التي اكتفت بالإعراب عن قلقها إزاء التطورات بين الكوريتين. ويقوم بوسورث بزيارة للصين ضمن جولة تستهدف بحث استئناف المفاوضات السداسية حول برنامج كوريا الشمالية النووي التي تشارك فيها الولاياتالمتحدة والصين واليابان وروسيا إضافة إلى الكوريتين. وأسفرت المفاوضات عن موافقة كوريا الشمالية عام 2005 على إنهاء برنامجها الرئيسي الخاص بالأسلحة النووية، لكنها عادت وأعلنت في أفريل 2009 أنها لن تنضم مجددا للمفاوضات التي لم تتمخض عن أي تقدم لأكثر من ثلاث سنوات.