أكد وزير الصناعة وترقية الاستثمارات حميد تمار بقسنطينة أن السبب الرئيسي لتردد المستثمرين والبطء الملاحظ في مجال الاستثمار يعود إلى عوامل "إنسانية وغير اقتصادية". وأوضح الوزير في كلمة ألقاها خلال لقاء جمعه بالمتعاملين الاقتصاديين لولاية قسنطينة بمقر الشركة الوطنية للتبغ والكبريت بأن "الاستثمار الحقيقي يبقى سوق رؤوس الأموال" ما يحتم كما قال "التنظيم لخلق بيئة مساعدة ومحفزة للحيازة على رأس المال الموجه للاستثمار". وأضاف الوزير في هذا السياق بأن "بنوك الأعمال لمرافقة المستثمرين لفترة تتراوح ما بين 6 إلى 9 سنوات سيتم إنشاؤها وذلك لدعم برنامج تم إعداده لأجل هذه الغاية يهدف إلى إعادة الاعتبار للمؤسسات وتأهيل حاملي المشاريع". قبل ذلك توجه وزير الصناعة وترقية الاستثمارات إلى مركب المحركات والجرارات بوادي لحميميم حيث زار مختلف ورشاته قبل أن يطلع على انشغالات العمال. وبعين المكان أوضح الرئيس المدير العام لهذا المركب أن هذا المصنع "الذي توقف عن الإنتاج منذ جويلية 2007 إلى غاية 31 ديسمبر 2008 ليقتصر إنتاجه على صناعة قطع الغيار ما أدى إلى تقليص عماله بحوالي 400 عون متعاقد أي ما يعادل 22 بالمائة من مجموع العمال المقدر ب1.032". وأكد محمد كمال جمعة في هذا السياق بأن تطمينات الوزارة الوصية بشأن تحسين وضعية المركب خاصة بعد تطبيق "في القريب العاجل" حسبما أوضحه الوزير لنظام الإيجار المالي الذي سيساعد الفلاحين على الحصول على جرارات جديدة وبالتالي الإسهام في بيع الإنتاج المكدس من الجرارات وذلك من خلال منحهم قروض بنسبة فوائد محسنة تتراوح بين 35 و45 بالمائة من سعر الوحدة مضمون من طرف بنك الفلاحة والتنمية الريفية ويمتد على فترة 5 سنوات". ومن جهته أوضح المدير المكلف بالمالية والمحاسبة بمركب المحركات والجرارات فتحي بن مخلوف في هذا السياق بأن هذه العملية تطلبت مساهمة مالية من طرف الدولة بقيمة 2 مليار دينار موجهة "لمساعدة" المركبين الميكانيكيين المختصين في إنتاج العتاد الفلاحي والمحركات والجرارات لكل من سيدي بلعباس وقسنطينة. وكان ذلك بمثابة محفز بالنسبة لعمال مركب المحركات والجرارات بقسنطينة الذي استطاع بيع "مجمل إنتاجه المكدس إلى جانب تسجيله أكثر من 1.300 طلب شراء جرارات وذلك وفق صيغة الإيجار المالي"حسبما أوضحه نفس المسؤول. وسمح ذلك ب "عودة أزيد من 200 عون متعاقد بعد أن تم إبعادهم في مرحلة أولى في انتظار إعادة توظيف جميع العمال الآخرين وذلك بغرض تلبية هذه الطلبات" حسبما أضاف بن مخلوف على هامش الزيارة التي قام بها حميد تمار. وزار الوزير بالمناسبة كذلك وحدة لإنتاج منتجات صيدلانية تندرج في إطار الاستثمار الخاص وكذا مركب الشركة الوطنية للتبغ والكبريت وذلك بالمنطقة الصناعية بالقرب بالخروب.