شارك ما لا يقل عن 24 رئيس دولة أمس في تشييع جنازة الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز، وسط مشاعر جارفة من الحزن على زعيم تمتع بجاذبية شعبية كبيرة وغير وجه السياسة في أمريكا الجنوبية وإن اختلفت حوله الآراء، ومن بين الزعماء الذين تجمعوا في كراكاس حلفاء للرئيس الفنزويلى، مثل رئيس الإكوادور رافائيل كوريا، ورئيسة البرازيل ديلما روسيف، ورئيس البرازيل السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس الكوبى راؤول كاسترو، وقال كاسترو "أهم شىء أنه رحل دون أن يهزم"، مشيرا إلى فوز شافيز في أربعة سباقات رئاسية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الانتصارات الانتخابية لحزبه طوال حكمه الذي استمر 14 عاما، وأضاف "كان رجلا لا يهزم، ولقد رحل منتصرا وما من أحد يمكنه أن ينتزع هذا منه، هذا مسجل في التاريخ" ، كما شارك في الجنازة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووفد من الولاياتالمتحدة، واعتصر الحزن ملايين من مواطني فنزويلا، غالبيتهم من الفقراء الذين أحبوا الرئيس الثوري لأنه وضع ثروة البلاد النفطية الضخمة في خدمتهم، لكن وفاته أنعشت آمال المعارضة التي رأت فيه دكتاتورا، وتدفقت حشود غفيرة من "التشافيين" يحملون صوره ويرتدون قمصانا قطنية عليها صورة لعينيه على الساحات المحيطة بالأكاديمية العسكرية التي نقل إليها جثمانه، بعد أن طاف به أنصاره في شوارع العاصمة كراكاس وسط فيضان من المشاعر. من جهته، أعلن نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن جثمان الرئيس الراحل هوغو تشافيز سيحنط ويوضع في صندوق زجاجي في متحف الثورة بكراكاس، ونقل التلفزيون الفنزويلي عن مادورو قوله انه تقرر تحنيط جثمان تشافيز ليبقى موجوداً إلى الأبد مع الناس، كما هي حال عدد من قادة العالم مثل هوشي مينغ في فيتنام، وفلاديمير لينين في روسيا، وماو تسي تونغ في الصين، وأشار إلى أن الجثمان سيحفظ بطريقة خاصة داخل صندوق زجاجي يوضع في متحف الثورة، وكرر مادورو الطلب من الفنزويليين التحلي بالانضباط في هذا الوقت من الحداد الوطني، وأشار إلى انه لم يسجل حتى الآن أي حادث في أي مكان في البلاد، مضيفاً ان "كل ما أريده لهذا البلد هو السلام والاحترام والسلام والمساواة والعدالة، التي هي إرث الرئيس تشافيز لنا"، وتوفي تشافيز يوم الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز 58 عاماً بعد صراع مع السرطان، وتولى تشافيز منصب الرئاسة بفنزويلا منذ العام 1999 وهو يعرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر بمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الجدد وللسياسة الخارجية الأمريكية. نيكولاس مادورو.. من سائق حافلة إلى خليفة لتشافيز عقد أمس برلمان فنزويلا جلسة طارئة أدى فيها نيكولاس مادورو نائب الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز اليمين الدستورية كقائم بأعمال الرئيس حسبما أعلن ديوسدادو كابيليو رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية الجدير بالذكر أن تشافيز كان قد صرح في ديسمبر الماضي، بأن نائبه مادورو يجب أن يكمل فترته الرئاسية في حال رحيله، معربا عن رغبته في انتخاب مادورو رئيسا للبلاد بعد ذلك، هذا ويذكر أن مادورو50 عاما بدأ حياته المهنية كسائق حافلة في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، والتحق مادورو بالنقابات المهنية، وقاد في عام 1990، عند اعتقال تشافيز لدى قيامه بمحاولة انقلاب، المظاهرات التي طالبت بالإفراج عنه، في حين عملت زوجته المحامية في فريق الدفاع عن تشافيز، ونشأت علاقة وطيدة بين الرجلين بعد أن أطلق سراح تشافيز وأصبح رئيسا للبلاد، حيث عُين مادورو في 2006 وزيرا للخارجية وبعد تدهور الحالة الصحية للرئيس الفنزويلي نتيجة إصابته بمرض السرطان عين مادورو نائبا له، ويرى مراقبون أن مادورو، الذي يعتبر أكثر اعتدالا من تشافيز، سيفوز بسهولة في الانتخابات الرئاسية، التي ستجري في البلاد بعد شهر وفقا للدستور ليستمر في نهج الرئيس الراحل المناوئ للغرب.