أعلن رئيس الهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني "القيادة العسكرية" ل "حزب العمّال الكردستاني" (كاي سي كاي)، مراد قره يلان، مساء امس الأولا، رسمياً وقف إطلاق النار مع تركيا، إلا أنه أكد أن قواته "ستدافع عن نفسها وستحتفظ بحق الرد". وأعلن مراد قره يلان في رسالة بالفيديو، بحسب صحيفة "الحياة"، "الاستجابة لدعوة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان التاريخية في عيد النوروز، إلى إلقاء السلاح". وكان النائب عن حزب "السلام والديمقراطية"، سري ثريا أوندر نقل، أمام آلاف المحتفلين بعيد النيروز، رسالة من أوجلان دعا فيها عناصر حزبه (PKK) إلى إلقاء السلاح ومغادرة البلاد، حسب ما نقلت وسائل إعلام تركية. واعتبر قره يلان أن "قرار القائد أوجلان هو يوم جديد وبداية جديدة على طريق تحرّر الشعوب في كردستان وتركيا والشرق الأوسط". كما أعلن "وقف جميع العمليات والأنشطة العسكرية ضمن الحدود التركية في إطار وقف إطلاق النار"، إلا أنه أكد أن قواته "ستدافع عن نفسها وستحتفظ بحق الرد، وهو حق مشروع في حال تعرّضت لهجوم". وكانت مفاوضات لتسوية المشكلة الكردية بدأت مؤخرا بين الحكومة التركية وأوجلان، وذلك بوساطة حزب السلام والديمقراطية الكردي المعارض، حيث تهدف تلك المفاوضات إلى إقناع قيادات وعناصر الحزب بالتخلي عن السلاح، من أجل الوصول إلى حل المسألة الكردية، في إطار عملية متكاملة لإحلال السلام بالبلاد. وقال قره يلان إن "انسحاب المقاتلين الأكراد من تركيا سيحصل إن وفّرت الدولة والحكومة والبرلمان في تركيا الأساس لذلك، من خلال القيام بمسؤولياتها واتخاذ القرارات الضرورية في هذا الصدد وتشكيل اللجان المطلوبة". وأضاف "نحن، حزب العمّال الكردستاني، مستعدون لهذه الفترة التاريخية، إما للحرب أو للسلام، حركتنا مستعدة للقيام بالمزيد من الخطوات انسجاماً مع التقدّم الذي حققته في النضال المسلّح في العام 2012، إلاّ أننا نفضّل حلاً ديمقراطياً". وأكد أن وقف إطلاق النار "ليس نهاية بل بداية النضال للديمقراطية والحرية"، مؤكداً أن "هذا القرار استراتيجي وليس تكتيكياً". ودعا الأكراد في أوروبا إلى إطلاق حملة سياسية ودبلوماسية وتعزيز حملة تحرير أوجلان، قائلاً "حان الوقت لتحرير القائد آبو". يذكر أن أوجلان وضع في الحجز الانفرادي في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة في تركيا منذ أن قبض عليه عام 1999، وبالرغم من أن الحكم عليه بالإعدام في الأصل، إلا أن الحكم حول إلى الحبس مدى الحياة عندما ألغت تركيا وبشكل مشروط عقوبة الإعدام في عام 2002، ويعتبر حزبه (PKK) في قائمة المنظمات "الارهابية" على لوائح الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وأستراليا، وحمل الحزب السلاح ضد الدولة التركية عام 1984. وتشير تقديرات عام 2006 إلى أن نحو 30-40% من مجموع سكان تركيا هم من الأكراد، ويقدر عددهم بحوالي 20.5 مليون نسمة، ما يجعل تركيا من الدول التي يستوطنها معظم الأكراد، ويعيش معظم الأكراد في الجنوب الشرقي لتركيا.