أكد كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاستشراف والإحصائيات بشير مصيطفي، أن صحة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة جيدة وأنه سيعود للممارسة مهامه قريبا. ورفض مصيطفي، على هامش مشاركته في أعمال منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الإجابة، الرد على سؤال تعلق بما إذا كان الرئيس بوتفليقة يعتزم ترشيح نفسه لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الجزائر العام المقبل، حيث قال "هذا الأمر يتعلق بالمستقبل وليس هناك إشارات أو تفاصيل حول هذا الموضوع الآن". كما بين كاتب الدولة أن الجزائر تشهد الآن "حراكا سياسيا كبيرا" تمهيدا للانتخابات الرئاسية التي ستجري سنة 2014، حيث بدأت الحكومة الجزائرية الإعداد لمسودة الدستور الذي سوف يصادق عليه قريبا كما بدأ السباق الرئاسي قائلا "أظن أن الأمور سوف تسير بشكل طبيعي جدا فاللعبة الديمقراطية في الجزائر مفتوحة والفرص متكافئة بين كل الذين يرغبون بالترشح ولكن تحت مظلة الدستور". التعاون القطري الجزائري مستمر ومشروع الحديد والصلب الأبرز بين البلدين من جهة أخرى أشاد كاتب الدولة لدى الوزير الأول بشير مصيطفي بالعلاقات التي تربط الجزائر مع دولة قطر، مشيرا إلى "أن هناك تعاونا ثنائيا ممتازا جدا بين الدولتين وهناك مشاريع بدأت فعليا على الأرض أبرزها مشروع الحديد والصلب في شرق الجزائر ومشاريع أخرى في الفلاحة والزراعة"، مضيفا أن اللقاءات بين المسؤولين في البلدين مستمرة على جميع المستويات وأن هناك خبراء يبحثون الآن تفصيل تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين. وحول طبيعة مشاركته في منتدى الدوحة الثالث عشر ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط قال مصيطفي أن الجزائر مهتمة بإقامة نظام دولي متعدد الأقطاب وفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أنصار إقامة نظام اقتصادي أكثر عدلا تتحكم فيه مراكز قرار متنوعة ومتعددة وهذا يعد استكمالا للخط الجزائري منذ الاستقلال الذي دافع عنه الرئيس الراحل هواري بومدين الذي نادى بنظام اقتصادي عادل وجديد، وأضاف أن الحكومة الجزائرية لا تفوت فرصة للحوار الدولي إلا وتحرص على المشاركة فيه لتستمع إلى ما يدور في الساحة الدولية من مناقشات وأفكار تخص تنظيم الاقتصاد العالمي وكذلك كي تبرز رأيها بما يتعلق بهذا النظام الاقتصادي متعدد الأقطاب ورؤيتها الاستراتيجية لهذا المسعى القائمة على الاستشراف وعلى الإحصائيات والتخطيط عن بعد ورؤية لكيفية تطوير التعاون دولي. وحول رؤية الجزائر للمشهد في العالم العربي الآن قال إن موقف الجزائر ثابت تجاه الأحداث التي تشهدها دول المنطقة سواء كانت هذه الدول عربية أو غير عربية فهذه الدول هي المسؤولة عن شأنها الداخلي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مبدأ ثابت بالنسبة للجزائر لا يتغير. وأضاف مصيطفي أن الجزائر تأمل أن يكون الحراك الشعبي الذي تشهده بعض الدول العربية حراكا إيجابيا لصالح الشعوب وليس لصالح أطراف خارجية ربما تجد بهذا الحراك العربي فرصة لاقتناص أدوار تعيد الاستعمار من جديد وتقتنص الفرصة لإعادة فرض هيمنتها من جديد خاصة أن النظام الرأسمالي الغربي مر بأصعب أزمة الآن منذ أزمة عام 1927 فهناك ركود في منطقة اليورو ونحن نخشى أن تقوم أطراف دولية باستغلال الحراك الثوري للهيمنة على المقدرات الاقتصادية الموجودة في هذه المنطقة. وأشار مصيطفي إلى أن الجزائر مهتمة بشأنها الداخلي أكثر فأكثر فهي تسعى جادة لتحسين الجبهة الاجتماعية وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين وبناء وتنفيذ خطة الجزائر 2030 المبنية على التوازن الاقتصادي إلى جانب الاهتمام حاليا بترقية التعليم والصحة وترقية القطاع الفلاحي والصناعي، وقال إذا نجحت الجهود الجزائرية في تحقيق هذا المسعى فإن جميع دول المنطقة سوف تستفيد من هذه الجهود بما يخدم تطورها الاقتصادي والتنموي.