استفاد مؤخرا صحفيون من بعض الصحف الجزائرية الصادرة باللغة العربية من تكوين في تقنيات الحوار الصحفي، وهو التكوين الذي تكرمت به السفارة الفرنسية في مبادرة تجاوزت فيها اللغة، ومهما كانت الدواعي التي دفعت الفرنسيين إلى تدبر هذا التكوين للصحفيين الذين يكتبون بغير لغتهم؛ فإن المبادرة في حدّ ذاتها تستحق التنويه والشكر والاعتراف بالجميل، وفي المقابل يمكننا أن نسائل عددا من المؤسسات العمومية التي تملك ميزانيات ضخمة وتستفيد من دعم حكومي غير محدود وتدعي صلتها بالصحافة عن أثرها في هذا المجال، وما الذي قدمته للصحافة الجزائرية باللغتين العربية والفرنسية حتى لا نثقل عليهم ونسألهم عما قدمته باللغة الأمازيغية؟ إن المؤسسات العمومية التي تدعي صلتها بالصحافة ومحيطها، والتي تملك دائما مبررات عدم ارتباطها قانونيا بواجب التكوين صادقة في بعض الاعتقاد، فهي تتصور أن واجبها هو فقط ما أسست من أجله، والحقيقة أن سفارة فرنسا ليست موجودة لتكوّن صحفيي الجزائر باللغة العربية أو الفرنسية، لكنها قامت بعمل يُحسب لها، بينما تشترك مختلف هياكل الصحافة الوطنية والمؤسسات المرتبطة بها في غياب الرغبة والتطلع، فلا يجد التكوين مكانه ضمن أولويات المؤسسات والصحف، تماما كما لا يجد الصحفيّ ترتيبا مهما فيها. أتوقع لكثير من الصّحف أن تزول، ولكثير من الاسماء أن تضمر، وللأسف أخشى أنّ ضعف وتهلهل الصّحافة الجزائرية، ووفائها لسمتي الفقر والتسييس سيكون سببا في فقدان الثقة فيها من قبل الجميع، فهل هناك معضلة اكثر من أن يقول ناشر عن صحيفته إنها مجرد "خرطي" وعن صحفييه أنهم مجرّد صبية يلعبون؟ أتمنى لو أني أحصل على تكوين في أكثر من مجال في الصحافة التي أمضيت فيها سنوات وما زلت اشعر بالشوق لامتهانها.