دعا الرئيس التركي عبد الله غل أمس إلى الحوار مع المتظاهرين الذين يحتجون على تطوير متنزه بإسطنبول لكنه قال إن من خرجوا إلى الشوارع في احتجاجات عنيفة مسألة أخرى. وركز غل في حديثه على الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على مدى أسبوعين تقريبا، وكان من المتوقع أن يجتمع أردوغان أمس بمجموعة من الشخصيات العامة لبحث الاضطرابات التي بدأت بحملة سلمية ضد خطط للبناء في موقع متنزه غازي بالميدان، وقال غل للصحفيين خلال زيارة لمدينة ريز المطلة على البحر الأسود "إذا كان لدى الناس اعتراضات.. فلنبدأ حوارًا مع هؤلاء الناس لا شك أن سماع ما يقولونه واجبنا"، وتبنى غل بصفة عامة نهجا أكثر ميلا للمصالحة عن أردوغان خلال الاضطرابات، لكنه اتخذ موقفا مماثلا لموقف رئيس الوزراء فيما يبدو قائلا إنه لن يكون هناك تسامح مع العنف في الشوارع، مضيفا أن "من يلجأون للعنف مسألة مختلفة ويجب أن نحددهم.. يجب ألا نعطى العنف فرصة.. لن يسمح بهذا في نيويورك ولن يسمح بهذا في برلين"، من جهته صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن باريس تأمل في "التهدئة وضبط النفس" في تركيا وتدعو الى "الحوار" بين الحكومة التركية والمتظاهرين، وأوضح فابيوس أنه يخشى أن تكون السلطات تلعب ورقة "تدهور الوضع"، كما دعا إلى التهدئة وضبط النفس" موضحا أنه بحث أمس الأول في اتصال هاتفي مع نظيره التركي احمد داود اوغلو الأوضاع ، وقال فابيوس أنه "يجب التوصل إلى تهدئة ديمقراطية آملا أن يتم ذلك بسرعة"، لكنه اعترف بان الحكومة التركية تلجأ إلى ورقة الحزم "وحتى تدهور الوضع"، وأكد الوزير الفرنسي "في ديمقراطية يجب التحاور. هذا ما طلبه الرئيس عبد الله غول وآمل أن نتوجه اليه"، ميدانيا تواصلت أمس المواجهات في ميدان تقسيم وسط اسطنبول بعد ساعات من المواجهات مساء أمس الأول بين قوات الأمن وآلاف المحتجين، وأكدت وسائل إعلامٍ محلية أن المحتجين عادوا للميدان رغم تدخل قوى الأمن التي حاولت تفريقهم بالغازات المسيلة للدموع مشيرة إلى اندلاعِ صدامات بين الطرفين أسفرت عن اصابة عدد من الأشخاص ، هذا وأكد حاكم اسطنبول حسين عوني موتلو أن قوات الأمن ستستمر بمواجهة المحتجين حتى طردهم من الميدان، وفي انقرة أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على آلاف المتظاهرين قرب السفارة الاميركية كانوا يهتفون باستقالة اردوغان ، في السياق أعرب البيت الأبيض عن قلقه من محاولات السلطات التركية معاقبة أشخاص بسبب ممارستهم حرية التعبير ودعا إلى إجراء حوار لحل الأزمة بين حكومة أردوغان والمحتجين، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كاتلين هايدن: "نواصل متابعة الأحداث في تركيا بقلق ومازال اهتمامنا ينصب في دعم حرية التعبير والتجمع بما في ذلك حق الاحتجاج السلمي"، وأضافت هايدن: "نعتقد أن أفضل ما يضمن استقرار تركيا على المدى الطويل هو تعزيز الحريات الأساسية المتعلقة بحرية التعبير والتجمع وتكوين جماعات ووجود إعلام حر ومستقل"، وتابعت أن " تركيا صديق وحليف وثيق للولايات المتحدة ونتوقع أن تعزز السلطات التركية هذه الحريات الأساسية".