بعد دقائق من إعلان النتائج من طرف الديوان الوطني للامتحانات تعالت الزغاريد في بيوت التلاميذ الناجحين في شهادة الباكالوريا ،الحلم الذي انتظره الجميع بأحر من الجمر، هذه الزغاريد كانت بمثابة تذكرة الدخول الى الجامعة ومواصلة الدراسات العليا ما يؤهلهم للدخول في مغامرة أخرى وهي التوجيه الجامعي الذي يصبح هاجس كل تلميذ ناجح وباعتبارها تجربة جديدة في حياة التلميذ لأنها مصيرية وتحدد مساره في مجال العمل مستقبلا، فغالبا ما تصاحبها العديد من الغموض حول الشعب المتاحة حسب المعدل المحصل عليه في امتحان الباكالوريا ونصائح الأقرباء من ذوي الخبرة .. التلاميذ وأولياؤهم يواجهون الاختيار الصعب يبدو أن الزغاريد التي تعالت مؤخرا في البيوت الجزائرية، ما كانت إلا إعلان لفرحة مؤجلة لكثير من الطلبة الذين يواهجون صعوبة في تحديد التخصص الذي يلائم ميولاتهم، خاصة وأن الكثير منهم وبمجرد حصوله على " التاشيرة" وجد نفسه بين اختيارين أحلاهما مر، فبين المعدل الذي لا يرقى الى طموحات وأحلام الطالب التي بناها طيلة مشوار كامل من التعب والاجتهاد، وبين طموحات الطالب وبين اختيار تخصص العمر . فغالبا ما يقع التلميذ في بلادنا ضحية للاختيار المفروض عليه سواء من طرف الاهل أو من طرف فروع الاختيار في الجامعة، فبسبب سوء التقدير في كثير من الاحيان وبسبب الجهل أحيانا اخرى سواء من طرف الاسرة أو من طرف المؤسسات التعليمية الذين يتحملون المسؤولية الكبرى في ما يواجهه الكثيرون. تلاميذ يواجهون المستقبل المجهول بسب غياب التوجيه وقصد الوقوف اكثر على صعوبة الاختيارات التي يواجهها الكثير من التلاميذ، قمنا بالاتصال ببعض حاملي الشهادة لهذا العام، أين اجمع كل من التقيناهم من الطلبة على صعوبة الاختيار وتحديد المصير بخصوص الدراسة الجامعية بإحدى مؤسسات التعليم العالي ببلادنا. حيث يرى الناجحين الجدد في امتحان الباكالوريا لهذه السنة خاصة وأن آفاق العديد من الشعب والاختصاصات الموجودة بدليل الغموض الذي يلف التوجيهات وكذا التخصصات المتاحة للفائزين، خاصة وأن الاتصال بالطلبة القدامى أو ببعض الأساتذة وأصحاب الخبرة ممن لهم دراية بمسألة الدراسة الجامعية لا يكفي بالنسبة للبعض سيما من لم يحدد هدفه مسبقا، فبين صعوبة الحصول على اختيار العمر وبين غياب آليات التواصل أثناء اختيار التخصص الذي يناسب الطالب من ناحية المعدل المتحصل عليه، أو من ناحية امكانيات واستعدادات الطالب لتقبل مجال اخر غير الذي يتوافق مع امكانياته.