يعتبر لاعب المنتخب الوطني العربي هلال سوداني من ابرز اللاعبين في النخبة الوطنية، كما يعتبر لاعبا أساسيا في تشكيلة البوسني وحيد حليلوزيتش الذي مكنه من تفجير طاقاته مع " الخضر " خلال الأشهر الماضية، إنه العربي هلال سوداني خريج الدوري المحلي و نادي جمعية الشلف و الذي تمكن خلال فترة وجيزة من تخطي العديد من العقبات ليجد نفسه في فيتوريا غيماراش الذي قاده لتحقيق لقب تاريخي في كأس البرتغال على حساب بنفيكا، قبل انتقاله الى دينامو زغرب الكرواتي و الذي يأمل سوداني معه تحقيق حلم اللعب في أكبر المنافسات في القارة العجوز ألا و هي رابطة الأبطال الأوروبية . ضمن مكانته الأساسية منذ البداية هلال سوداني و خلال فترة التحضيرات للدوري البرتغالي، لم يجد صعوبة كبيرة في خطف مكانة اساسية في تشكيلة فيتوريا غيماراش، حيث أن الدولي الجزائري كان قد وجد كل معالمه في الدوري البرتغالي بعد قضائه لأول موسم مقبول مع نادي مدينة براغا، خاصة و أنه لعب خلال بطولة 2011 – 2012 ستة عشرة مباراة كاملة تمكن خلالها من توقيع أربعة أهداف فقط خلال لقاءات السوبر ليغا، و بالتالي فإن سوداني واصل تطوره التدريجي بعد أن أتقن اللغة و هو الأمر الذي ساعده كثيرا على فرض ذاته بشكل مبكر كلاعب غير قابل للنقاش في جميع الرسوم التكتيكية للمدرب روي فيتوريا للموسم الجديد . روي فيتوريا أكد أنه سيتألق كلاعب جناح و إن كان سوداني قد ضمن مكانة أساسية بشكل مبكر، فإن مدرب فيتوريا غيماراش السيد روي فيتوريا اتخذ قرارا نهائيا يقتضي تغيير منصب الدولي الجزائري و تحويله للمشاركة في الجناح الأيسر، و ذلك بعد أن كان خريج مدرسة جمعية الشلف يعتبر نفسه قلب هجوم صريح و هو الذي كان الهداف الأول للدوري المحلي، و لكن روي فيتوريا أكد لهلال أن اللعب على الجناح يتناسب بشكل أكبر مع قدراته البدنية الكبيرة و طريقته في تقديم المساعدة لمدافعيه و هو الأمر الذي تقبله سوداني بصدر رحب خاصة و أن غيماراش كانت تحوز على مهاجم قوي اسمه أميدو بالدي، هذا الاخير شكل ثنائيا مميزا مع الجزائري طيلة الموسم المنقضي . دخول صعب و بورتو يكتسح سوداني و غيماراش و رغم أن سوداني شارك خلال المباريات الأولى من الموسم منذ البداية، إلا أن ناديه فيتوريا غيماراش سجل دخولا صعبا جدا في مباريات السوبر ليغا البرتغالية، حيث اكتفى زملاء الدولي الجزائري بالتعادل السلبي على أرضية ملعبهم " أفونسو أرنيكيس " أمام سبورتينغ لشبونة، ليتعرض سوداني و فريقه لهزيمة قاسية خلال الجولة الثانية من الدوري عند التنقل الى لمواجهة العملاق على ميدان " ستاديو دو دراغاو " برباعية كاملة تداول على توقيعها كل من لوتشو غونزاليس، هالك قبل انتقاله الى روسيا و جاكسون مارتينيز و ذلك في لقاء عرف مشاركة هلال لتسعين دقيقة كاملة .
انتظر مواجهة غيلاس لتحقيق أول انتصار و كان على العربي هلال سوداني و فيتوريا غيماراش الانتظار الى غاية السابع من أكتوبر 2012 لتحقيق أول انتصار في الدوري البرتغالي، و ذلك خلال التنقل لمواجهة أضعف فريق في السوبر ليغا متمثلا في موريرينسي، حيث استغل أشبال المدرب روي فيتوريا تواضع مستوى زملاء نبيل غيلاس ليتغلبوا عليهم بهدف دون رد من توقيع آدي الذي استغل تمريرة حاسمة من سوداني الذي ساهم بشكل قوي في تحقيق غيماراش لنقاط الفوز قبل أن يغادر أرضية ملعب " ألميدا فريتاس " في الثواني الاخيرة متحصلا على تحية حارة من طاقمه الفني . أكتوبر.. سوداني يفتتح عداده بثنائية جميلة و يسجد شكرا لله و على شاكلة فريقه الذي انتظر الى غاية شهر أكتوبر لتحقيق أول انتصار في الموسم، فإن العربي هلال سوداني هو الآخر لم يتمكن من زيارة الشباك سوى في ذات الشهر، و ذلك خلال التنقل الى أرضية ملعب " سيداد دي كويمبرا " لمواجهة أكاديميكا في الجولة السادسة من السوبر ليغا، حيث افتتح الدولي الجزائري عداده برأسية في منتهى الروعة أسكنها مرمى المنافس، قبل أن يوقع على الثنائية عندما كسر مصيدة التسلل واضعا الكرة بكل سهولة في شباك أكاديميكا و يسجد شُكرا لله على توفيقه . سبتمبر .. هلال الشبح الأسود للمنتخب الليبي و بعيدا عن الدوري البرتغالي الذي تمكن فيه أخيرا من التسجيل بعد طول انتظار، فإن سوداني كسب قلوب الجماهير الجزائرية بطريقة سريعة، و ذلك بعد قيادته للمنتخب الوطني للتغلب على ليبيا في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا، حيث تمكن هلال من التسجيل ذهابا ضد فرسان البحر الأبيض المتوسط في لقاء لُعب في الدار البيضاء المغربية، قبل أن يُعيد نفس السيناريو في لقاء العودة عندما هز شباك أحفاد عمر المُختار من جديد ليُرسم تأهل أشبال وحيد حليلوزيتش الى " الكان " في جنوب إفريقيا و ليكتسب في ذات الوقت لقب " الشبح الأسود لليبيا " . تعرض للإصابة قبل كأس إفريقيا و لسوء حظ سوداني، فإن الأداء المميز الذي ظهر به سواء مع المنتخب الوطني أو مع فريقه فيتوريا غيماراش لم يستمر طويلا و ذلك بعد تعرض الدولي الجزائري للإصابة في شهر نوفمبر المنصرم و هو الامر الذي أجبر هلال على تضييع جميع مباريات الدوري البرتغالي التي لعبت في تلك الفترة، ليلتحق بتربص " الخضر " و هو مفتقد بشكل كلي للمنافسة الرسمية و يقوم بتحضير بدني جديد بهدف استعادة لياقته بشكل سريع قبل نهائيات كأس إفريقيا 2013 و التي كان اللاعب السابق لجمعية الشلف متأكدا من تألق محاربي الصحراء خلالها .
مشاركة مخيبة في الكان رغم هدفه في مرمى " الفيلة " و في شهر جانفي من السنة الميلادية الجديدة 2013 كان هلال سوداني متواجد مع التشكيلة الوطنية المنتقلة الى جنوب إفريقيا للمشاركة في " الكان "، و لكن لاعب فيتوريا غيماراش و على شاكلة جميع أشبال وحيد حليلوزيتش كان خارج مجال التغطية بشكل كلي في المنافسة التي ودعها " الخضر " مبكرا من الدور الأول بعد هزيمتين ضد تونس و الطوغو، لتبقى النقطة الإيجابية الوحيدة بالنسبة لسوداني هي الهدف الجميل الذي وقعه في شباك " فيلة " كوت ديفوار برأسية رائعة أسكنها الزاوية التسعين لمرمى الحارس باري في لقاء انتهى بالتعادل الإيجابي 2 – 2 . عاد للبرتغال في أوج لياقته بفضل عمل حليلوزيتش و بعد المشاركة المُخيبة في كأس أمم إفريقيا، عاد هلال سوداني الى الأراضي البرتغالية وهو يتواجد في أفضل لياقة بدنية ممكنة، لدرجة أن وسائل الإعلام المتابعة ليوميات فريقه فيتوريا غيماراش أكدت أن الدولي الجزائري استفاد من عمل مميز تحت إشراف الطاقم الفني ل " الخضر " و هو ما أشار إليه المدرب روي فيتوريا الذي أبدى سعادة كبيرة بالوضعية التي يتواجد عليها لاعبه و هو الذي غادر النادي في نوفمبر في حالة يرثى لها و محملا بإصابة على مستوى القدم . هز شباك براغا بطريقة رائعة و لكي يؤكد أنه يتواجد في أفضل أحواله بعد " الكان "، فقد تمكن سوداني من زيارة الشباك في أول مباراة له مع فيتوريا غيماراش في سنة 2013 و كان ذلك على في " الداربي " ضد الجار و العدو اللدود سبورتينغ براغا، حيث سجل الدولي الجزائري هدفا في منتهى الروعة عندما روض الكرة بيُمناه بطريقة جميلة قبل أن يلتف على نفسه مراوغا حارس المنافس ليُسكنها بقدمه اليسرى في مرمى براغا رافعا رصيده الى ثلاثة إصابات منذ بداية الموسم الكروي . واصل رفع رصيده بهدف ضد رفيق حليش و واصل العربي هلال سوداني تألقه في مباريات الدوري البرتغالي، حيث قاد الدولي الجزائري فريقه فيتوريا غيماراش لتحقيق فوز سهل على حساب أكاديميكا كويمبرا، حيث أن هلال تمكن من التلاعب بمواطنه رفيق حليش و سجل هدفا جديدا في لقاء انتهى بفوز أشبال المدرب روي فيتوريا الذين كانوا حينها ينافسون لتحقيق مرتبة مؤهلة لمنافسة الأوروبا ليغ الموسم القادم بالنظر الى احتلال زملاء سوداني لمركز متقدم في السوبر ليغا . مارس و أفريل شهران مثاليان لسوداني
و كان شهرا مارس و أفريل الماضيين مثاليين بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالنسبة لسوداني، حيث أن الدولي الجزائري تمكن من توقيع ستة أهداف كاملة، ضد كل من أكاديميكا، سيتوبال، بيرا مار، و أوليهانسي في الدوري البرتغالي، إضافة الى مساهمته في الفوز الكبير الذي حققه المنتخب الوطني على حساب نظيره البنينيني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بثلاثية كاملة على أرضية ملعب مصطفة تشاكر بالبليدة . إهداؤه أحد اهدافه لوالده صنع الحدث في البرتغال و قد صنع سوداني الحدث في وسائل الإعلام البرتغالية بعد الثنائية الجميلة التي وقعها ضد أوليهانسي، و لم يكن ذلك بسبب الطريقة الجميلة في زيارة الشباك و إنما للطريقة المميزة التي اعتمدها الدولي الجزائري للاحتفال بأهدافه حيث رفع العربي هلال قميصه مظهرا عبارة " من اجل والدي العزيز " و هي الخرجة التي أثارت الكثير من الإعجاب حينها . حقق المفاجأة الكبرى و قهر بنفيكا في نهائي الكأس و كانت نهاية الموسم رائعة جدا بالنسبة لهلال سوداني، حيث أن الدولي الجزائري تمكن من تحقيق المفاجأة الكبرى خلال نهائي كأس البرتغال الذي جمع ناديه فيتوريا غيماراش ضد العملاق بنفيكا، حيث تمكن الدولي الجزائري من توقيع هدف التعادل قبل ربع ساعة من صافرة الحكم الأخيرة قبل أن يتبعه أحد زملائه بهدف ثان مهديا لقبا تاريخيا لأشبال روي فيتوريا الذي حققوا " معجزة " مثلما عنونت الصحافة المحلية بعد التغلب على " النسور " . غادر بعدها مباشرة و وقع مع دينامو زغرب و رغم أن سوداني كان السبب الرئيسي في تتويج غيماراش بكأس البرتغال على حساب بنفيكا، إلا أن الدولي الجزائري لم يحتفل بالشكل اللازم مع بقية زملائه بأول ألقاب مسيرته الاحترافية التي كانت تعيش لحظة حاسمة، حيث انتقل هلال على جناح السرعة تجاه الأراضي الكرواتية ليُمضي بشكل رسمي مع نادي دينامو زغرب على عقد يمتد لأربعة مواسم، في صفقة فاجأت الجميع الذي كان يتوقع أن يواصل سوداني مشواره في السوبر ليغا مع فريق أكثر قوة من فيتوريا غيماراش . حصيلته.. 10 أهداف + 3 تمريرات حاسمة و 1800 دقيقة في المجموع وفي الأخير، فإن الحصيلة الموسمية للدولي الجزائري العربي هلال سوداني كانت إيجابية الى أبعد الحدود، حيث تمكن من توقيع عشرة إصابات كاملة ما بين منافستي البطولة و الكأس مع فيتوريا غيماراش، إضافة الى تقديمه لثلاثة تمريرات حاسمة و مشاركته في واحد و عشرين مباراة كلها بشكل أساسي بمجموع وصل الى 1800 دقيقة .
يريد التألق في رابطة الأبطال الأوروبية مع زغرب و بعد مشوار ممتاز في الدوري البرتغالي، يسعى هلال سوداني الآن الى النجاح في تحد جديد مع دينامو زغرب الذي يعتبر أقوى ناد في البطولة الكرواتية، حيث يأمل الدولي الجزائري للتألق مع أشبال كرونوسلاف جورسيتش خاصة في منافسة رابطة الأبطال الأوروبية التي كانت الدافع الأساسي الذي جعل سوداني يمضي مع فريقه الجديد في جوان المنصرم .