بعد الحديث الكبير على الموسم الكارثي الذي قضاه حارس النخبة الوطنية رايس وهاب مبولحي، ما بين البطالة والمستوى المتواضع مع غازيلاك أجاكسيو، سنتحدّث اليوم عن لاعب آخر يُعتبر من العناصر الأساسية في تشكيلة "الخضر"، ألا وهو عدلان ڤديورة الذي قدّم موسما متميّزا في القسم الثاني الإنجليزي، رفقة ناديه نوثينغهام فوريست، الذي قاده لتحقيق مشوار جيد في التشامبينتشيب، وكاد أن يحقّق ورقة التأهّل للمشاركة في المباريات الفاصلة للوصول إلى البريميرليغ، كما لن نفوّت الفرصة للمرور بسرعة عن وضعية عدلان مع "محاربي الصحراء" والتقلّبات التي عرفها أشبال البوسني وحيد حليلوزيتش طيلة الموسم المنصرم.
نوثينغهام اشترى عقده لمدّة 3 سنوات من ويلفرهامتون مقابل مليون جنيه بداية الموسم الكروي كانت جيّدة جدا بالنسبة لعدلان ڤديورة، حيث وبعد الستة أشهر الرائعة التي قضاها مع نوثينغهام فوريست على شكل إعارة قادما من ويلفيرهامتون في بطولة 2011 –2012، قرّرت إدارة "الرادز"، الدخول في مفاوضات جويلية المنصرم من أجل اشتراء عقد الدولي الجزائري بأسرع وقت ممكن، خاصّة وأنّ هذا الأخير تمكّن من فرض نفسه بشكل سريع في تشكيلة المدرّب شين أودريسكول بلعبه لتسعة عشرة مباراة كاملة كأساسي، كسب خلالها إعجاب ومحبّة أنصار "الفوريست"، ليتمّ الإعلان الصفقة التي بلغت قيمتها مليون جنيه إسترليني، ليمضي "الدبابة" عقدا لمدّة ثلاثة سنوات من نوثينغهام، الذي أصبح يملك خدمات عدلان إلى غاية صيف 2015.
شين أودريسكول رسّمه أساسيا منذ البداية بعد أن تمّ ترسيم انتقال عدلان ڤديورة بشكل نهائي إلى نوثينغهام بعقد يستمر لثلاثة سنوات كاملة، أكّد مدرّب "الفوريست" في تلك الفترة السيد شين أودريسكول، أنّ الدولي الجزائري سيكون ركيزة أساسية في كل الرسوم التكتيكية التي ينوي الاعتماد عليها في الموسم المقبل، مصرّحا لوسائل الإعلام البريطانية "ڤديورة لاعب تمكّن من إيجاد معالمه في نوثينغهام، وهو الأمر الذي دفعني لطلب اشتراء عقده بأسرع وقت ممكن، والآن وبعد أن تمّ ذلك أنا في غاية السعادة، ويمكنني التأكيد على قدرتي فريقي في اللعب على ورقة الصعود إلى البريميرليغ بتواجد عناصر مميّزة مثل عدلان في تشكيلتي".
دخول ناري بهزّ شباك بريستول بالنظر إلى التصريحات التفاؤلية للمدرّب شين أودريسكول، فإنّ عدلان ڤديورة قاد أشبال التقني الإيرندلي لتحقيق بداية قوية في مباريات الدوري الإنجليزي في قسمه الثاني، حيث أنّ الدولي تمكّن من تسجيل أوّل أهدافه في الموسم الجديد بداية من الجولة الأولى ضدّ بريستول سيتي، وذلك بعد تسديدة يمينية جميلة أسكنها لاعب "الخضر" في مرمى المنافس مفجّرا حناجر جماهير ملعب "السيتي غراوند"، التي نادت مطولا حينها بحياة ڤديورة الذي أعطاها الأمل بتحقيق باللعب على أدوار متقدّمة بعد سنوات طويلة من الانتظار.
قاد الفوريست لستة مباريات دون هزيمة وأختير في التشكيلة المثالية بالنظر إلى الأداء الطيّب الذي قدّمه عدلان في المباريات الأولى من الموسم المنقضي، فقد تمكّن ناديه نوثينغهام فوريست من البقاء طيلة ستّة جولات كاملة دون تذوّق طعم الخسارة، وذلك إلى غاية الجولة السابعة والتّنقل إلى مواجهة الفريق العريق ليدز يونايتد على أرضه، كما تجدر بنا الإشارة، أنّ الدولي الجزائري في هذه الفترة تواجد في مناسبات عديدة في التشكيلة المثالية للتشامبينتشيب نظرا لاستقرار مستواه طيلة شهري سبتمبر وأكتوبر.
نوفمبر شهر الأهداف الرائعة إن كان شهرا سبتمبر وأكتوبر بمثابة فرصته للتأكيد على إمكانياته الكبيرة، فإنّ شهر نوفمبر كان خاصا جدا بالنسبة لعدلان ڤديورة، الذي تمكّن في فترة وجيزة من الوصول إلى شباك المنافسين بأهداف رائعة، حيث قاد الدولي الجزائري الفوريست أوّلا للعودة بتعادل ثمين من خارج الديار على حساب لايستر سيتي، بقذفة يمينية كالعادة وكان ذلك في الجولة السادسة عشرة من التشامبينتشيب الإنجليزية، قبل أن يعيد نفس السيناريو في الجولة الثامنة أمام ويلفرهامتون وعلى أرض هذا الأخير مهديا نقاط الانتصار للفوريست.
انتقم من ويلفرهامتون بصاروخية مذهلة و"الذئاب" تحسّروا على بيعه هذا قد صنع الهدف الذي سجّله ڤديورة ضد ويلفرهامتون الحدث لدى وسائل الإعلام البريطانية، وذلك بالنظر طريقة تسجيله الرائعة جدا، حيث أنّ الدولي الجزائري أطلق تسديدة أقل ما يُقال عنها أنّها قذيفة صاروخية من بعد قرابة الثلاثين مترا سكنت الزاوية التسعين لحارس "الولفز"، ليكون هذا بمثابة انتقام لڤديورة ضدّ ناديه السابق الذي تخلى عنه بسهولة، قد أكّد أنصار "الذئاب" بعد نهاية هذه المباراة، أنّ مسيريه أخطؤوا كثيرا بالتخلي عن خدمات الجزائري، الذي تحوّل إلى صانع أفراح "الرادز" في الوقت الذي اكتفى ويلفرهامتون باللعب على ورقة ضمان البقاء فقط.
ديسمبر "أليكس ماكليش مدرّبا جديدا لعدلان" لكن وبعد ثلاثة أشهر مميّزة، عرف عدلان ڤديورة وناديه تراجعا كبيرا في النتائج، لدرجة أنّ حظوظهم في اللعب على ورقة الصعود إلى البريميرليغ بدأت تتقلّص تدريجيا بمرور الجولات وهو ما دفع إدارة نوثينعهام بقيادة العائلة الكويتية الحساوي لاتخاذ قرار إقالة شين أوديريسكول، وتعويضه بالمدرّب الأسكتلندي الشهير أليكس ماكليش الذي لم يتمكّن من العمل كثيرا رفقة ڤديورة بسبب التزامات الدولي الجزائري مع المنتخب الوطني نهاية شهر ديسمبر من السنة الملادية المنقضية، ودخوله في التربّص الاستعدادي لكأس أمم إفريقيا.
مشاركة قديورة في الكان تزامنت مع إنهيار نوثينغهام و كان الفترة التي قضاها قديورة مع المنتخب الوطني الجزائري كافية لإظهار مدى تأثيره في المستوى العام لنوثينغهام، حيث تزامن تواجد عدلان مع " الخضر " من ديسمبر 2012 إلى غاية جانفي 2013 مع تراجع رهيب للفوريست في الدوري الإنجليزي الذي حصدوا فيه النتائج السلبية الواحدة تلو الأخرى، و هو ما دفه ماكليش للإشارة أن غياب قديورة عن تشكيلته تسبب في فقدانها لتوازنها على مستوى خط وسط الميدان، ليدفع المدرب السابق للمنتخب الأسكتلندي الثمن سريعا و تتم إقالته من العارضة الفنية ل " الرادز " في شهر فيفري الماضي .
كأس إفريقيا كانت حلم مزعجا و إن كان ناديه نوثينغاهم فوريست قد عاش أيام صعبة في غيابه، فإن حالة قديورة لم تكن احسن هي الأخرى مع المنتخب الوطني، حيث أن الجزائر و التي كان عدلان في تصريحات سابقة لقناة " بي بي سي " قد رشحها للذهاب بعيدا في المنافسة الإفريقية خرجت خالية الوفاض من " الكان 2013 " التي كانت حلما مزعجا لمتوسط ميدان " الخضر " الذي إنهار بشكل كلي مثله مثل بقية زملائه على أراضي جنوب إفريقيا التي ودعها أشبال وحيد حليلوزيتش مبكرا بعد الإقصاء من الدور الأول للمنافسة القارية بنقطة يتيمة .
عودة الجزائري ساهمت في إستفاقة ناديه و مباشرة بعد عودة عدلان قديورة من جنوب إفريقيا حاملا معه خيبة " الكان "، إستعاد الدولي الجزائري مكانته في التشكيلة الأساسية لنوثينغهام فوريست، حيث تمكن من قيادة " الرادز " لتحقيق نتائج رائعة في مباريات القسم الثاني مساهما في تحقيق النادي لقفزة نوعية في الترتيب العام من الصف الرابع عشر إلى غاية المركز السادس المؤهل لمنافسات " البلاي أوف " للصعود إلى حظيرة الكبار في البريمير ليغ .
بيلي دايفيس عرف كيفية إستغلال قديورة يبقى أن العودة القوية لعدلان قديورة و تقديمه لمستويات جيدة في التشامبين تشيب لم تأتي من فراغ، و إنما بفضل العمل التكتيكي الكبير الذي قام به المدرب الجديد بيلي دايفيس الذي خلف مواطنه المقال أليكس ماكليش في فيفري الماضي، حيث أن هذا الأخير تمكن من إستغلال الدولي الجزائري بالشكل اللازم طالبا منه الإكتفاء بالعمل الدفاعي فقط دون إهدار طاقاته في الصعود لتدعيم المهاجمين دون جدوى بإعتبار ان عدلان لا يملك قدرات كبيرة من الناحية الفنية و هو الخيار الذي أعطى ثماره بشكل سريع، بإعتبار أن قديورة و رغم انه توقف عن التسجيل إلا أنه أصبح يقدم تمريرات حاسمة بشكل مستمر ليكون له دور فعال في بقاء " الرادز " دون خسارة لعشرة جولات على التوالي .
نجى من الموت بعد إصابته بإرتجاج في المخ و في حداثة كانت أن تكون كارثية، نجى عدلان من موت محقق في إحدى مباريات نهاية الموسم، حيث أن الدولي الجزائري تعرض لتدخل خشن من أحد المدافعين الذي قام بضرب قديورة بالمرفق على مستوى الرأس و هو ما تسبب في نقل هذا الأخير على وجه السرعة للمستشفى من أجل القيام بفحوصات طبية أظهرت تعرضه لإرتجاج على مستوى المخ و هو ما دفع الطاقم الفني لنوثينغهام فوريست لإبقاء متوسط ميدان " الخضر " بعيدا عن المنافسة الرسمية لأسبوعين كاملين تفاديا لأية مُضاعفات غير محمودة العواقب .
ضيع فرصة البلاي أوف بسذاجة و رُشح لجائرة لاعب الموسم و بعد إستئناف قديورة للمنافسة فيما تبقى من الموسم الكروي، فشل الدولي الجزائري و فريقه من مواصلة سلسلة نتائجهم الإيجابية ليُضيعوا مركزهم السادس المؤهل ل " البلاي أوف " في الجولة ما قبل الأخيرة بطريقة ساذجة و يضيعوا بذلك آمالهم في العودة إلى البريمير ليغ بعد سنوات طويلة من الغياب، و لو أن عدلان تحصل على إشادة أنصار الفوريست الذين وضعوا إسمه ضمن لائحة مكونة من ثلاثة عنصار لنيل أفضل لاعب في الموسم بالنسبة لنوثينغهام في جائرة عادت لزميله الحارس لي كامب .
حصيلته 3 أهداف + 5 تمريرات حاسمة و 2668 دقيقة في المجموع و في الأخير، فإن حصيلة الدولي الجزائري عدلان قديورة كانت في المستوى إلى أبعد الحدود، حيث أن الدولي الجزائري تمكن من تسجيل ثلاثة اهداف، إضافة لتقديمه لخمسة تمريرات حاسمة، و مشاركته في ثلاثين مبارة كاملة في القسم الثاني الإنجليزي بمجموع وصل إلى 2668 دقيقة في المجموع و هو الرقم الذي كان مرشحا للإرتفاع بشكل أكبر لولا مشاركة عدلان في كأس إفريقيا و تعرضه لإرتجاج في المخ قبل جولات من إنتهاء الدوري .
هدفه الموسم القادم الصعود إلى البريمير ليغ و فيما يتعلق بالأهداف المستقبلية لعدلان قديورة، فإن هذا الأخير يتجه للبقاء لموسم جديد مع نوثينغهام فوريست و ذلك رغم تحصله على بعض العروض الجيدة على شاكلة الإهتمام الذي حظي به من هال سيتي، إلا أن الدولي الجزائري يبدو عازما على قيادة " الرادز " لتحقيق ورقة الصعود إلى البريمير ليغ الإنجليزية لنسيان فشل 2012- 2013 عندما كان أشبال المدرب بيلي دايفيس قاب قوسين أو أدنى من التواجد في حظيرة الكبار .