أكد، المستشار برئاسة الجمهورية، كمال رزاق بارة، أمس، أن المجموعة الدولية اعتمدت في استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب على المقاربة الجزائرية التي اعتمدتها من خلال تجربتها الخاصة في مكافحة هذه الظاهرة. وقال رزاق بارة أن للجزائر خطة عمل واستراتيجية تشارك بها في جميع المناسبات "أكدت خبرتها في ميدان مكافحة الإرهاب" وهي تعتمد أساسا على الوقاية بمجابهة الأسباب التي تدفع إلى العمل الإرهابي وتأكيد العلاقة بين هذه الظاهرة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ذاكرا بأن الجزائر لما واجهت خطر الإرهاب "كانت قد حذرت بان ما يحدث لها ليس خاص بإشكالات داخلية بل مرتبط أيضا بمجموعة من العناصر الآتية من الخارج أي بالإرهاب العابر للأوطان". وأضاف، بارة، بأن الإرهاب الدولي العابر للحدود "أصبح الآن يصنف كخطر للأمن والسلم الدوليين" وان الأممالمتحدة بنت سنة 2006 استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب على أربع ركائز كانت الجزائر قد اعتمدتها سنوات قبل ذلك في مكافحتها للإرهاب، مسجلا أن الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب قد تفرعت إلى استراتيجيات جهوية التي تفرعت بدورها إلى استراتيجيات وطنية. ومن جهة أخرى أضاف المستشار أن الخطر والخطأ يكمن في استعمال التطرف لإبراز فكر يضع العنف والجهاد كحل للوصول إلى الحكم، مؤكدا أن مقاربة الجزائر "ليست دينية بالمفهوم الضيق بل تعطي الوزن الصحيح للدين في مجتمع مسلم ولكن تتعايش مع الآخرين فعدونا ليس اليهود بل الصهيونية وليس المسيحي بل المستعمر"، وسجل بهذه المناسبة أنه لا يوجد على المستوى الدولي تعريف متفق عليه لظاهرة الإرهاب وأن المفاهيم تختلف لدى دول الشمال فيما يخص الكفاح المشروع ضد الاحتلال والاستعمار وممارسة بعض الدول لإرهاب الدولة ضد بعض الشعوب المحتلة، مضيفا أن "هذه المقاربة غير مقبولة من طرف مجموعة من دول الشمال"، وأكد أن "مجتمعاتنا أصبح لديها ميزات المناعة التي تسمح لها بالتفريق بين تعاليم ديننا الحنيف و المقاربات الضيقة المغلوطة خاصة لدى الشباب".