تنتهي اليوم الحملة الانتخابية، في ظل أحزاب تحبس الأنفاس، ومواطن لا يبالي مطلقا بما يحدث لا في الحملة الانتخابية ولا حتى بالانتخابات نفسها، لدرجة أن الأحزاب حركت من وتيرة نشاطها في الساعات الأخيرة لتسابق الزمن ليس من أجل إقناع الناخب بالتصويت على برامجها، ولكن من أجل إقناع هذا الناخب للذهاب إلى صندوق الاقتراع، لأن مختلف التشكيلات السياسية تدرك جيدا أن " التبهديلة" ستكون كبيرة لو قاطع الشعب هذه الانتخابات، سيما في ظل حديث وزير الداخلية عن توقعات تشير إلى مشاركة قد تصل إلى 40 بالمائة، و معلوم أن التوقعات دوما حقيقتها تكون منخفضة جدا، وحتى ولو تم تضخيم أرقام الإقبال على الانتخابات فإن النتيجة ستكون مفضوحة وتكون فضيحة لأن الكل رأى وشاهد حجم الإقبال والاهتمام بالحملة الانتخابية التي نشطتها أحزاب في غياب الشعب، ولولا حيل الكاميرا التي تلم الرهط من الناس في زاوية واحدة وتظهرهم على أنهم جمع غفير لتم كشف المستور رغم أنه مكشوف أصلا في الواقع لدرجة أن رؤساء أحزاب عادوا أدراجهم دون تنشيط حملاتهم الانتخابية بعدما اكتشفوا أن القاعة لا يوجد فيها الا بضع عشرات من الفضوليين الذين جاؤوا ليتفرجوا على هذه الكائنات الحزبية التي تكذب أكثر مما تتنفس وتتحدث بلا توقف وتعد دون أن تنفذ وتعطي ما لا تملك .