لست أدري لماذا يعتقد البعض أن المسيح الدجال سيأتي في آخر الزمان حين تغرب الشمس من مشرقها وتشرق من مغربها، في حين هو موجود بيننا يمارس السياسة وعهرها، ويرتدي بدلة باريسية أنيقة ويتعطر بأغلى العطور العالمية، ويرتدي ربطة عنق، ويدخن وأحيانا لا يدخن، هو موجود في كل حزب ويتحدث عن الديمقراطية والحرية وحرية التعبير، ولكن ممارسته الحقيقية لا تختلف عن المسيح الدجال، فكم دجال بيننا يا ترى؟ لا نملك أرقاما حقيقية لدجالين السياسة عندنا، لدرجة أنهم يملكون خزائن البلاد، واشتروا بها مقاعد وباعوا بها مقاعد أيضا، كما اشتروا بشرا وباعوهم أيضا، فمن يدري ربما قامت الساعة والناس لا تدري، بما أن كائنات تشبه الرجال ولهم شوارب يقف في أطرافها الصقور، يبيعون أنفسهم كما تبيع الغواني أجسادها لمن يدفع أكثر، وهاهم الدجالين يعلمون الناس السحر، ويشترون أشكالا تشبه البشر من أجل أن يجمعوا أكبر قدر من المقاعد، ليعذبوا الناس خمس من السنون قادمات ستكون عجافا كما كانت 50 سنة ماضية عجاف، فطوبى للموتى تحت التراب حين نقف على قبورهم ونقول ليتنا كنا مكانكم، فعلا ربما لم يتبق على الساعة سوى بعض من دقائق الساعة