ما ان انطلقت الثورات العربية، حتى اعتقد العالم أن العرب قد استيقظوا من نومهم الطويل الذي تحول إلى سبات سرمدي، ومع بداية انقشاع دخان الثورات بدأت الحقائق تتوضح وتنجلي، و بدا أن ثمة خطأ في عنوان الثورة، ففي تونس الخضراء هاهي حركة النهضة التي تحكم والتي تعتقد أنها هي من قامت بالثورة وأن البوعزيزي مجرد تحصيل حاصل لما حصل، تضرب الشعب بالخرطوش، بينما كان زين العابدين في آخر أيام حكمه ، يقول -ازينا من الخرطوش- ولكن نهضة الغنوشي، تضرب بالخرطوش الذي يشبه المرش وكأنها ترش المبيدات لإبادة الحشرات الضارة، بما أن كل من يعارض النهضة صار من الحشرات الضارة، ومن أثر ضرب الرصاص الذي يشبه المرش بدت الكثير من ظهور المتظاهرين محببة وفيها ثقوب كأنها المسامير، وعلى الشعب التونسي ان يقبل ظهر وبطن اليد على رحمة النهضة التي لم تضربه بالخرطوش الحقيقي، وفي مصر المحروسة استيقظت الثورة وانقشع ضبابها وظهر الحاكم بأمره ليؤكد في إعلانه الدستوري أنه المعصوم، في انتظار إعلان دستوري آخر يقول فيه أنه المهدي المنتظر، وقبل أن يقول هذا فقد أخذ المرشد على عاتقه تكفير من لم يدخل في الجماعة، ويستعد الحاكم بأمره ليحاكم الخارجين عن الجماعة بتهمة الخيانة العظمى، وفي زمن الثورات العربية سقطت أرواح في عهد حكم الجماعة، هكذا ماتوا والسلام، ودفنوهم بعضهم قالت لجماعة أنهم شهداء، وبعضهم من الضالين وإن ماتوا دفاعا عن الحرية، وفي ثورة سوريا يوثق الجميع جرائم " بشار في جلد أسد" ولكن لا أحد يوثق جرائم الثوار على الأقل لينبههم أنهم ثوار من أجل الحرية وليس من أجل الانتقام، وفي ليبيا مرت الثورة وأخذت معها الأخضر وتركت اليابس تتصارع عليه فرنسا ومن دار في فلك فرنسا، وهكذا اكتشف العرب أنهم استيقظوا ليناموا، وصح النوم وتصبحون على خير .