قال المحامي فاروق قسنطيني، أمس،أن البيروقراطية قد أصبحت وللأسف علامة مميزة للجزائر"، وعلى حد قوله فإن البيروقراطية الممارسة في المؤسسات هي التي أوقفت كل شيء وعطلت حصول المواطن على ابسط حقوقه في الآجال الطبيعية، وأردف بالقول أن الهوة التأخر تبلغ ما يقارب 30 سنة، مشيرا إلى أن الآمر لا يتعلق بالمسؤولين فقط بالعقلية والثقافة وهو ما جب العمل عليه.وفي نفس السياق ذكر المسؤول ذاته ، أن الرشوة أصبحت ثقافة جزائرية وكأنها رياضة جزائرية تمارس على كل المستويات، داعيا الجمعيات والمواطنين وكل الناشطين في المجتمع المدني لأن يلعبوا دورا من اجل التخلص من هذه الظاهرة التي وصفها بالكارثة وقال "حقيقة رئيس الجمهورية نصب لجنة لتسهر على مكافحة الرشوة لكن عملها لن يكون كافيا إذا لم ينخرط الجميع في عمليات التبليغ والمقاطعة" .ومن جانب آخر، استشهد قسنطيني بالوضع الذي يعيشه مرضى السرطان في الجزائر وما يعانونه بسبب البيروقراطية في المستشفيات وذكر نفس المتحدث، أن هذه المؤسسات تحوي كفاءات جزائرية هامة ولكن بسبب البيروقراطية المرضى لا يخضعون للعلاج بل للعذاب خاصة إذا تعلق الأمر بالظفر بمواعيد العلاج وهو أمر مرتبط بأبسط حقوق الإنسان .كما رحب قسنطيني بالتسهيلات التي أعلنها البنك الجزائري والمتعلقة بجملة التسهيلات التي دخلت حيز التطبيق مطلع هذا الشهر فيما يتعلق بفتح الحساب والحصول على القروض للمؤسسات الصغيرة لان ذلك -حسبه- سيسهل أمور عديدة، و لان البنك كان لوقت قريب صندوقا من صناديق البيروقراطية التي لم تكن تعطي الإمكانية للمستثمرين آو الصناعيين للتحرك.وعن أهم المقترحات التي ستسلم لرئيس الجمهورية ضمن التقرير السنوي لحقوق الإنسان ذكر قسنطيني أنها ستتعلق بتدعيم استقلالية القاضي، لان مهمة هذا الأخير صعبة جدا والحقيقة أن استقلالية القاضي موجودة ومطبقة حسب ما يقتضيه القانون، لكن القاضي يجب أن يكون أكثر استقلالية بالنظر للملفات الحساسة التي يعالجها، وبالنظر إلى الضغوط التي تمارس عليه فهناك العائلات والرأي العام وأطراف أخرى، وهو ما يعقد بشدة مهمة القاضي، يقول قسنطيني.