السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة ابلغ من العمر 19 عام أزاول دراستي الجامعية في تخصص الهندسة، كنت كما يقال "مضرب مثل" للشخصية القيادية، والعقل الذكي، لكني الآن أصبحت لا استطيع استخدام قدراتي العقلية، ولا أفهم أي مادة أو أي معلومة، وأشعر بأنني غبية جدا. أما عن تلك الشخصية القيادية، فقد تبلورت لشخصية تفقد ثقتها بنفسها، ولا تعرف حتى كيف تتكلم، أشعر بان الجميع أفضل مني وأنا دائما أضع نفسي في موضع مقارنة مع الآخرين، وأصبحت الغيرة من المستوى التعليمي لغيري تتملكني، لأني أصبحت فاشلة دراسيا، وغير محبوبة عند الناس، مع أنني كنت المفضلة غالبا، كما أني صرت منطوية أحب العزلة أشعر دائما بالكسل وعدم ثقتي بقدرتي على فعل أي شيء، وذاكرتي أصبحت ضعيفة جدا. أما عن مزاجيتي فأحيانا اشعر بان هناك شخصين بداخلي كل منهما له أفكاره و قراراته المضادة للأخر، يكاد عقلي ينفجر، كنت أحب القراءة والدراسة والعلاقات الاجتماعية والآن أصبحت اكره كل ذلك حتى أنني لا اشعر بمتعة آي شيء في الحياة، كتحقيق هدفي في الدراسة، وأتضايق حتى على أتفه الأمور مثل الأكل واللباس. حتى أنني أرى شكلي قبيح، واشعر دائما بتعب جسدي مع أنني أجريت فحص الدم والضغط للتأكد من وضعي الصحي، وكانت النتائج جميعها طبيعية، اشعر بان الحياة حلم لا أكثر، وان كل ما يحدث ليس مهم لأنها ليست حقيقية، وليس لدي أي مشاكل عاطفية، أو عائلية أو مادية لذلك لا اعلم ما سبب حالتي. ولدي أفكار غريبة، أصبحت أؤمن باني ليس لدي قدرة على فعل أي شي وأي شخص نجح خرق الطبيعة، وفي حال نجحت بشيء فاقتنع بأنه الحظ وليس جهدي، ولدي أيضا سلوكيات غريبة، كالإهمال في النظافة والملابس، أو جمع أشياء تافهة لا قيمة لها كالعلب الفارغة. استمرت معي هذه الحالة منذ ثلاثة سنوات، وحالتي تزداد مع الزمن، وما أكثر لومي لنفسي، أما عن نومي فانا أنام أكثر من نصف اليوم، وأحيانا أتمنى الموت وارى انه الحل الوحيد لحالتي التي أفقدتني متعة الحياة لكني أخاف الموت لأنني بعيدة كل البعد عن الله. الإجابة: حياك الله أختي الفاضلة، لقد ذكرت في رسالتك انك تبلغين من العمر 19 عاما، وتعانين من بعض الاضطرابات التي ظهرت عليك بشكل مفاجئ قبل ثلاثة سنوات، أي حينما كان عمرك تقريبا 16 عام, وهذه فتره ليست بالقصيرة, وذكرت أن هذه الاضطرابات تتمثل في ضعف القدرات العقلية، الفشل الدراسي، ضعف الذاكرة وفقدان الشعور بالمتعة، والتعب الجسدي، وإهمال النظافة الشخصية، وإهمالك لملابسك، وبعض التصرفات الغريبة، كجمع الأشياء التافهة وعديمة القيمة والشك فيمن حولك والتفكير بالانتحار وهو مؤشر خطير جدا يدل على تطور حالتك ويتطلب منك المبادرة السريعة لرؤية مختص نفسي إن ما تعانين منه هو اضطراب في الشخصية، والذي يظهر فيه انحراف ملحوظ في سلوكيات وأفكار الفرد، بحيث يشكل ذلك عائقاً يمنعه من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي, واضطراب الشخصية يندرج تحته العديد من الأنواع لا يمكن تشخيصها دون اخذ المعلومات الكافية المتعلقة بفترة الطفولة والناحية الاجتماعية إلى غير ذلك. غاليتي انه من خلال الأعراض التي ذكرتها، من الضروري ذهابك إلى طبيب نفسي حتى يتمكن من تشخيص حالتك بشكل صحيح، واخذ المعلومات الكافية منك ووضع الخطة العلاجية المناسبة لحالتك. اسأل الله أن يعينك ويلبسك لباس العافية انه على ذلك قدير.