السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: سيدتي نور، منذ سنوات خمس أشعر أنّني يائسة من الحياة، لقد حاولت الانتحار مرات عديدة، لكنني لم أكن جادة في ذلك، لأن ثمّة أمل يخبرني بأنني سوف أكون سعيدة في المستقبل، لكن سرعان ما تخبو شعلته. أشعر ألا أحد يحبني، حتى والدتي التي يفترض أن تكون منبع الحنان لا تعاملني بالحسنى، ممّا جعلني أكره الحياة وأدعي على نفسي كثيرا. أصبحت أكره دراستي، رغم أنّني متفوقة وأحب الجلوس بمعزل عن كل الناس، أعلم أن الله كتب علي هذا الشقاء، قبل هذه الفترة كنت ملتزمة بأحكام الله، لكنني لم أعد كذلك، حتى الصلاة أهملتها، أمّا والدتي فهي التي حطمتني، فلم يعد لي أمل في الحياة، أعلم أن الله كتب علي الانتحار أو العيش كالكافرات، لقد دعوته مرارا أن يختار لي الطريق السليم الذي يرضيه عني، لكنه لم يستجب. شوري علي فلم يتبقى من عقلي إلا الجزء السلبي، ولم أعد أستطيع التحمل. غ/ أولاد جلال الرد: عزيزتي، رسالتك تفيض كآبة ويأسا، ويخال للقارئ أن صاحبتها تعيش جحيما لا يطاق، فمن فقدان المتعة و الاستمتاع، إلى الشعور بالرفض وحب العزلة إلى محاولات الانتحار، بل والأشد من ذلك فقدان الالتزام وترك الصلاة خمس سنوات من المعاناة فأعانك الله. لم يتبين في رسالتك سبب معاناتك ولماذا منذ خمس سنوات بالتحديد، أشرت إلى أنّ أمك هي سبب تعاستك ولم توضحي كيف ذلك، على كل حال فما ذكرته من مشاعر وأفكار تصف حالة من الاكتئاب الشديد، والتي تحتاج إلى التدخل السريع، منعا لتطور الحالة وحدوث ما لا تحمد عقباه، وهذا التدخل يشمل استخدام العلاج النفسي المتواصل، والذي يهدف إلى توجيه التفكير إلى المسار الإيجابي واستبدال هذه النظرة التشاؤمية لديك بأخرى أكثر إشراقا وتفاؤلا. حاولي أن تتجنبي وضع الأحكام المسبقة، في ظل الوضع النفسي المتأزم الذي تعيشينه، لأنّها ستمتزج بالنظرة السوداوية التي تغلف أفكارك مثل قولك إن الله كتب علي الانتحار أو أن أعيش كالكافرات، فالله أرحم بعباده من أمهاتهم بهم. عزيزتي؛ لقد أحسنت صنعا بكتابة هذه الرسالة، بدلا من كتمانها والاكتواء بنارها، فعليك بالإلحاح على الله سبحانه وهو الكريم الأكرم، ليس بالدعاء على نفسك، ولكن بطلب تفريج الهم ورفع الكرب، إضافة إلى طرق الأسباب المادية مثل مراجعة الطبيب النفسي والذي يعتبر ضرورة في مثل هذه الحالات واصبري ولا تستعجلي النتائج، أسأل الله أن يستبدل أحوالك إلى الأحسن في أقرب فرصة ممكنة. ردت نور