الحاج إبراهيم مبتور اليدين والرجلين يصلح الآلات الكهربائية ولما كانت المصاعب محك الرجال، فإن "الحاج إبراهيم" الطيب والبشوش تحدى إعاقته ليعيل عائلته بما تبقى من مرفقيه المبتورتين، حيث تعلم عصاميا إصلاح الآلات الهربائية والزبائن يرتادون محله المتواضع والمعروف عند العام والخاص طلبا لإصلاح الأعطاب اللاحقة بأجهزتهم، والتي قد يعجز العديد من الأصحاء عن إصلاحها، وأضاف قائلا: "جاءتني فكرة إصلاح الأجهزة الكهربائية في السبعينات عندما استلفت مذياعا من عند زميل لي، وفي المنزل سقط من يدي فتوقف نهائيا، فقلت في قرارة نفسي كيف أواجهه؟ ماذا أقول له؟ وكثرت التساؤلات وغابت الإجابات، وفجأة خطر ببالي جواب واحد ووحيد وهو يجب فتح المذياع ومحاولة إصلاحه. ولحسن حظي، سهل علي طريقة إصلاحه وكدت أطير من شدة الفرح، ومن ثم كانت البداية. وعندئذ، نصحني زملائي بفتح محل لإصلاح الآلات الكهربائية. كنت متردد، ولكن إلحاح الزملاء المتكرر حتم علي البداية الفعلية والميدانية بفتح محل لإصلاح الآلات الكهربائية بكل أنواعها. ووُلد للحاج إبراهيم مؤخرا حفيد مبتور اليدين والرجلين على شاكلة جده، ثم يفقد الطفل أباه، لتكتمل فصول المعاناة وهموم هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة في أرياف ومداشر سكيكدة تتصاعد، وهذا راجع إلى التهميش الذي نغص حياتهم وزاد من سوء وضعيتهم، وهم اليوم في عيدهم الوطني ينتظرون مساعدة وتضامنا من الجميع، إضافة إلى التفاتة إيجابية من المسؤولين المعنيين.