عبر المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي عن استيائه لاستمرار الضغوط والممارسات التعسفية لمدراء وعمداء بعض الجامعات على الأساتذة بالرغم من التقارير الأخيرة التي رفعها إلى الوزير شخصيا للتدخل العاجل قصد وضع حد لها، معتبرا أن دورة المجلس الوطني التي ستعقد بعد 15 يوما من استئناف الدراسة بعد عطلة الربيع ستناقش العديد من الملفات منها الحريات النقابية، النظام التعويضي، وطريقة التسيير المعتمدة حاليا في الجامعات الجزائرية. لا يزال "الكناس" يسجل استياءه نظير الممارسات التي تطال الأساتذة عبر الجامعات والكليات بسبب تصرفات بعض العمداء والمدراء الذين يستغلون مناصبهم ويتسلطون بها اتجاه الأساتذة وهو ما لم يرق للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي الذي طالب في الكثير من المرات من وزير القطاع شخصيا التدخل لإنصاف الضحايا الذين يعملون تحت طائلة الترهيب باستمرار إذا قالوا "لا" أو أبدوا رأيا مخالفا وهو ما تراه إدارة الجامعة أوالكلية مخالفا لها. واعتبر مصدر من "الكناس" أن آخر التقارير التي رفعها "الكناس" إلى الوزير تضمنت العديد من التجاوزات الممارسة في حق الأساتذة والتي لا تزال مستمرة وهو شأن احد الأساتذة بجامعة المسيلة الذي استدعي للمرة الثانية لاستجوابه من طرف قاضي التحقيق بعد المرة الأولى التي وقف فيها أمام هذا الأخير وهذا بسبب الدعوى القضائية التي حركتها ضده إدارة الجامعة بعد الرسالة التي وجهها هذا الأستاذ إلى فخامة رئيس الجمهورية لتقوم إثرها الإدارة بهذه الممارسات لإرغامه على الإفصاح عن مضمونها ولا تزال المضايقات تلاحقه حتى الآن. حالة أخرى كشف المصدر نفسه أنها تتعلق بأستاذة في كلية الآداب واللغات بجامعة تيارت تدرس اللغة الفرنسية وحدة "منهجية البحث" والتي بتحريض من الإدارة للطلبة ضدها لم يقم قرابة 10 طلبة بالامتحان ولكنهم تحصلوا على نقاط المادة الأمر الذي دفع بالأستاذة المعنية للمادة برفع تقرير إلى الإدارة من أجل التدخل والكشف عن حيثيات هذا الخرق الواسع للصلاحيات البيداغوجية للأستاذ لكن لا يزال التقرير مجرد حبر على ورق و أمام إلحاح الأستاذة وإصرارها بتدخل الإدارة عمدت هذه الأخيرة إلى معاقبتها بطريقة وهي حرمانها من المنحة طويلة المدى من خلال بطء إجراءات إيداع الملف بالاضافة إلى تحويلها إلى قسم اللغة العربية للتدريس وهذا مع نهاية الموسم الجامعي ما يتنافى مع القوانين السارية المفعول. واعتبر المتحدث أن استمرار تدخل الإدارة في الصلاحيات البيداغوجية من شأنه التأثير على التسيير في هذا الجانب مما يجعل دور الاستاذ "مقزما" ما يدفعه إلى الإحساس بالحقرة والتهميش بالرغم من المنصب الذي يشغله، مؤكدا في هذا الإطار أن تبقى الصلاحيات البيداغوجية للأستاذ دون التدخل فيها مطالبا في ذات السياق بإلزام الإدارة بأن يكون ممثل "الكناس" عن كل فرع عضوا بمجلس إدارة الجامعة. وبشأن عقد دورة المجلس الوطني ل "الكناس" خلال الأسبوع الثالث عقب استئناف الدراسة بعد عطلة الربيع قال ذات المصدر أنها ستناقش خلالها ملف الحريات النقابية، النظام التعويضي، طرق التسيير.