استئجار السيارات الصغيرة الحجم واستعمال فضلات الدجاج، حيل اهتدى إليها المهربون وابتكروا فيها من اجل تمويه عناصر الدرك الوطني للقيام بتنفيذ عمليات تهريب مختلف السلع والمنتجات القادمة من تونس. حيث يشهد الشريط الحدودي الطالب العربي وبوشبكة مع الجمهورية التونسية بإقليم ولايتي الوادي وتبسة، انتشارا واسعا لنشاط المهربين على غرار تهريب بعض المواد الغذائية كالطماطم والحليب والعجائن، إضافة إلى مادة الفوسفات المستعملة في الأغراض الفلاحية الطاقوية بنزين ومازوت، الظاهرة التي أخذت منحنى عكسيا في ظل تواصل العملية بتهريب المواد الغدائية عبر الشريط الحدودي الطويل وفي الجهة المقابلة، نظرا للغلاء الفاحش للمواد الاستهلاكية. كشف قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بالوادي، المقدم دحمان شايب، ان ابرز القضايا المعالجة خلال الثلاثي الأول من سنة 2010 تتعلق بإحباط عدة محاولات للتهريب، فيما اتجهت عصابات التهريب الى استئجار اشخاص مهمتم الوحيدة التبليغ عن تحركات مصالح الامن بتوفير لهم هواتف نقالة وحساب جاري معين، حيث افادت ذات الجهات ان عصابات التهريب اصبحت تسعى الى تنفيذ مخططاتها غير المشروعة بشتى الطرق، وذلك بعد القضايا العديدة التي حلت والتي كشفت السياسة والطرق المنتهجة، ليضيف قائد المجموعة انه في العديد من المرات يتخلى المهربون عن سلعهم على الشريط الحدودي بعد تبليغهم بخروج دوريات الدرك للمناطق الحدودية، حيث اصبح عمل المهربين يقوم اساسا على اشخاص ينتشرون على طول الطرقات الذين اصبحوا يعملون كاعوان امن الطرقات. كما نجحت فرقة الدرك الوطني "بالرباح" في حجز مجموعة من الهواتف النقالة من مختلف الأنواع بجميع لواحقها بقيمة مالية تقدر ب 12.400.000 دج على متن سيارة من نوع "بيجو 404" مغطاة. هذا، وقد احبط درك "جامعة" عدة عمليات لنقل المشروبات الكحولية التي يتم نقلها بدون فواتير أو التقيد بالسجل التجاري، بحيث تم حجز حوالي 82677 قارورة خمر مختلفة الأصناف بقيمة مالية تقدر ب 10.327.187 دج. واضاف ذات المتحدث ان المجرمين اطلقوا العنان للابتكار في طرق واساليب تهريب مختلف السلع، باخفائها وسط فضلات الدجاج بغرض تمويه عناصر الدرك بحجة انهم يستعملونها في المحاصيل الفلاحية، غير ان هذا لم ينجح مع عناصر الدرك التي تسعى الى محاربة مختلف السبل التي يلجأ اليها المهربون، حيث تمكنت في الاسبوع الماضي من احباط محاولة تمرير كمية معتبرة من الخمور باستعمال فضلات الدجاج قدرت ب 5000 قارورة، محملة علي متن سيارة من نوع "سوناكوم"، وتمت العملية على اثر دورية تحت قيادة قائد الكتيبة على مستوى النقطة رقم 40 التي تربط بين الوادي وجامعة، وحسب ذات المصالح قيمتها المالية قدرت ب 50 مليون سنتيم. من جهة اخرى، استطاعت فرقة الدرك "بجامعة" استرجاع كمية معتبرة من السجائر المحلية منها 3245 خرطوشة "ليجوند" و38229 خرطوشة سجائر محلية الصنع، بقيمة مالية تقدر ب 2.572.000 دج للسجائر الأجنبية و2.644.800 دج للسجائر محلية الصنع، كما حجزت بمنطقة الرقيبة 15 الف خرطوشة اخرى من السجائر. وعن هذا كشف قائد كتيبة الرقبية بالنيابة "سعداني هواري"، ان ذلك لم يتوقف عند تهريب السلع باخفائها وسط بقايا الدجاج، بل لجأوا الى استعمال السيارت ذات الحجم الصغير من اجل تهريب السلع مثل "أتوس"، حيث يلجأ المهربون الى كراء هذا النوع من المركبات من اصحاب الوكالات من جهة، لعدم التعريف بشخصيات خوفا من انكشاف امرهم، خصوصا ان كانوا من المبحوث عنهم او ذوي سوابق. ومن جهة اخرى، تفاديا لحجز المركبات التي تحمل على متنها السلع، وهذا كون ان السيارات ان كانت مستأجرة لا يمكن حجزها، فيما اكد سعداني انه في بعض الاحيان يكون هناك تآمر بين المهربين واصحاب وكالات كراء السيارات، تم معالجة 21 قضية اوقف على اثرها ثمانية اشخاص "بالدبيلة"، ما ادى الى استرجاع 8460 لتر مازوت، 1540 لتر بنزين فيما يبقى المتورطون مجهولي الهوية.