النقل هاجس يؤرق الركاب والمسؤولين بمستغانم ورغم كل هذا، إلا أن القطاع لا زال يتخبط في مشاكل عويصة ناهيك عن النقائص الكثيرة التي لم تواكب هذا الارتفاع في عدد المركبات، ومن بين هذه العقبات الفوضى العارمة في محطات النقل لاسيما محطة العرصاء التي أصبحت مسرحا للتجارة وتبادل اللكمات في الكثير من الأحيان، نتيجة التزاحم بين المتعاملين وتجاوزات البعض منهم، وأنت جالس بهذه المحطة يخيل إليك أنك بسوق حيث ترتفع الأصوات معلنة بداية رحلة "اصطياد" المسافرين من أجل الظفر بأكبر عدد منهم. كما تفتفد هذه المحطة إلى أدنى شروط الراحة التي يحتاج إليها المسافر، فلا وجود للمراحيض في وقت يجبر الكثير من المواطنين على قضاء حاجاتهم البيولوجية في الخلاء، فضلا عن غياب مرافق أخرى، كالمقاهي والمطاعم والأكشاك الضرورية في مثل هذه الأماكن. كثرة المركبات بهذه المحطة وضيق الوقت أصبح يفقد أصحاب الحافلات صوابهم، فكل الناقلين يتسابقون فيما بينهم دون مراعاتهم لسلامة وراحة المسافرين، لاسيما عبر الخط المؤدي إلى بلديات دائرة سيدي علي وبلديات دائرة عشعاشة مرورا بدائرة سيدي لخضر. وتجدر الإشارة إلى أن موقع هذه المحطة أصبح حديث العام والخاص للتجاوزات التي تحدث على مستواه من حين لآخر، والتي زادت حدّتها في الآونة الأخيرة في ظل غياب الرقابة الضرورية، وكذلك نقطة أخرى يجب الإشارة إليها على مستوى محطة عشعاشة حيث أصبح أصحاب الحافلات يحجمون عن نقل المواطنين إلى بلدية سيدي لخضر بدعوى أنهم لا يجدون ركابا آخرين بتلك المحطة رغم النداءات المتكررة للموطنين إلا أنها لم تلق الآذان الصاغية. نقص في النقل الريفي وفيما يتواصل الضغط الكبير على هذا الخط في عدد الحافلات، يبقى النقل الريفي في بلدية سيدي لخضر باتجاه بلدية سيدي علي يعاني نقصا فادحا منذ سنوات، فالتزاحم والفوضى أضحيا سمة هذه المحطة، فلا مجال للضعيف في الحصول على مقعد بحافلة محترمة، لاسيما وأن أغلب مستعمليه هم مرضى يقصدون القطاع الصحي بسيدي علي على متن حافلة واحدة أصبحت تحمل فوق طاقته. "الأمة العربية" وقفت على هذه الوضعية جد المزرية التي تستدعي التدخل العاجل، فحياة المواطنين بهذه الحافلات أضحت على كفي عفريت، لاسيما وأن الطريق تكثر به المنعرجات والنتوؤات الخطيرة، وما زاد الطين بلة، هو أصحاب سيارات الأجرة الذين بدأوا يفرضون منطقهم ويطلبون مبالغ خيالية، الأمر الذي فتح أمام سيارات الكلانديستان عشوائية التنظيم وخروقات المتعاملين وزاد من حدة الأزمة، الأمر الذي يستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة لترشيد قطاع النقل بهذه الولاية، خاصة ونحن على أبواب فصل الصيف الذي يشهد تدفقا كبيرا للمصطافين قد يزيد عددهم عن 40 ألف سائح وهو ما يتطلب سياسة رشيدة لضمان راحة ضيوف الولاية وأبنائها.