دفعت الانتقادات الكثيرة التي تهاطلت على الطاقم الفني للخضر واللاعبين بعد الهزيمة النكراء أمام المنتخب الإيرلندي بالمدرب رابح سعدان إلى إجراء تغييرات تكاد تكون جذرية على التشكيلة التي لم تقدم ما كان منتظرا منها، حيث أكد أن المباراة الودية القادمة أمام الإمارات ستكون مغايرة تماما لسابقتها، وانتقد سعدان بشدة خط الهجوم الذي يقوده الثنائي جبور وغزال، حيث أنهما لم يشكلا ولوخطر صغير على الحارس الإيرلندي. هذا وقد تركت الهزيمة في الشارع الجزائري الانطباع بأن الخضر قد تكون كارثية إذا استمر بنفس الأداء والعقم الهجومي خاصة وأن منافسيهم يعتبرون الأقوى قياسا بصربيا وإيرلندا والإمارات، وحاول المدرب الوطني التخفيف من حدة الهزيمة وإرضاء الجماهير من خلال إظهار غضبه على اللاعبين لا سيما الذين يملكون الأولوية للمشاركة كأساسيين في كل مرة رغم محدودية مستواهم وضعف مردودهم أوبالأحرى المغضوب عليهم من طرف الأنصار ونخص بالذكر يزيد منصوري وعبد القادر غزال وبنسبة أقل رفيق جبور. وقد علق البعض على هذه القرارات المفاجئة لسعدان بأن هذا الأخير استطاع أخيرا التحلي بالشجاعة واستبعاد العاطفة لأنه يدرك جيدا أن ما ينتظره في جنوب إفريقيا ليس بالأمر الهين وأي مشوار غير مشرف سيمحي كل ما قدمه للمنتخب طيلة مشوار التصفيات. نحوإشراك كل الجدد أساسيين هذا ومن المحتمل أن يعيد سعدان النظر في كامل خطته، إذ ينتظر أن يدرج اللاعب عدلان قديورة بديلا لمنصوري، حيث اقتنع بمستواه رغم أنه كان قد أدرجه كمدافع أيمن، وهو المنصب الذي لم يتعود اللعب فيه مما يعني أن نقله إلى الوسط الدفاعي سيجعله أكثر تحررا، ومن ناحية أخرى لم يقرر شيئا فيما يتعلق بجبور، الذي كان تائها وسط الدفاع الإيرلندي وبالنسبة للمهاجم غزال فمكانته الأساسية مهددة هذه المرة، وفي حال استمرار صومه عن التهديف أمام الإمارات فإنه سيحال مباشرة إلى كرسي الإحتياط، ولكن الأمر الذي يؤرق سعدان أكثر هو عدم توفر التشكيلة على مهاجمين قادرين على خلافة هذا الثنائي في غياب زياية، ورغم وجود بودبوز وعبدون إلا أنهما لا يلعبان في عمق دفاع المنافس ويفضلان اللعب من الخلف وعلى الأجنحة، ولكن كل التكهنات توحي بأن الشيخ سيكون مضطرا لإشراكهما ضمن التشكيلة الأساسية خلال مباريات المونديال. لا يمكن معاتبة حليش لأنه لعب لأول مرة إلى جانب بلعيد وقديورة وعلى صعيد آخر، فقد كان سعدان صارما تجاه لاعبيه، حيث حذرهم من مغبة الاستهزاء ومواصلة اللعب بالطريقة التي لعبوا بها أمام إيرلندا، وصرح سعدان أن المستوى الذي ظهروا به أمام منتخب إيرلندا لا يمكنهم من مواجهة إنجلترا الأكثر شراسة، ورغم الأخطاء الدفاعية الكثيرة التي وقعت أمام إيرلندا، إلا أن سعدان أبدى ارتياحه من هذه الجهة والدليل على ذلك هو أن هذا الخط لم تمسه رياح التغيير كثيرا وهذا في انتظار عودة بوقرة وعنتر يحي، باعتبار أن حليش يتفاهم كثيرا معهما، بينما لا يمكن معاتبته في مباراة الجمعة الماضي لكونه يلعب لأول مرة إلى جانب قديورة وبلعيد. مشكل الهجوم لا يزال يقلق سعدان أشار سعدان كذلك إلى مشكلة خط الهجوم الذي يبقى هاجسه الأكبر باعتباره لم يسجل أي هدف في مبارتين متتاليتين، حيث قال "هناك فعلا مشكلة كبيرة في خط هجوم المنتخب، سنواصل العمل من أجل إيجاد الوسائل اللازمة للظهور بصورة أفضل في كأس العالم." وأضاف "كانت هناك أشياء جيدة تبعث على الارتياح في هذا اللقاء، منها المردود الفردي لبعض اللاعبين رغم وجود بعض الأخطاء في التركيز التي سنعمل على معالجتها خلال معسكر ألمانيا" من 31 الحالي إلى 5 جوان المقبل في نورمبيرغ، وسيمنحنا هذا المعسكر، آخر استعداداتنا للمونديال، فرصة لتصحيح الأخطاء التي حصلت في المباراة ضد ايرلندا، ولا يزال أمامنا عمل كبير حتى نصل إلى قمة استعدادنا قبل انطلاق المونديال." يذكر أن المنتخب الوطني لم يسجل أي هدف منذ خسارته أمام مصر بأربعة أهداف لصفر في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية بأنغولا، فيما استقبلت شباكه 11 هدفا في 4 مباريات