أكد الخبير الدكتور لوط بوناطيرو بأن هذا الموسم يعرف ضغطا في درجة الحرارة لم يسبق له مثيل، مقللا في ذات الوقت من تأثيرات هذه الحرارة أو إمكانية حدوث أخطار أخرى موازية. فسر الخبير البيئي الظاهرة التي لم يعرفها العالم منذ قرابة مئتي عام بالقول إنه "أمر طبيعي جدا، لأن للشمس دورات فيزيائية". ومن بين هذه الدورات، أوضح الدكتور بوناطيرو، "هناك دورة شهيرة، وهي دورة 11 سنة التي بدأت في 2010، ففي كل 11 سنة يزداد النشاط النووي للشمس، ثم بعدها ينقص ونحن الآن في السنة الأولى من نشاطها بعد ثبوت دام خمس سنوات ونصف السنة". وتوقّع بوناطيرو أن يكون صيف هذا العام ساخنا للغاية، مشيرا إلى ضرورة العمل من أجل الحد من اندلاع الحرائق، ولذلك يجب تجنيد الحماية المدنية لمراقبة اندلاع حرائق الغابات حتى لا نزيد من رفع درجات الحرارة، إن لم نتمكن من السيطرة في الوضع. وكان المركز الاتحادي الأمريكي للبيانات المناخية، قد حذر، أول أمس، في آخر دراسة له نشرت فحواها "الأمة العربية" في عددها السابق، من ظاهرة ارتفاع الحرارة التي قد تؤدي إلى الجفاف في بعض المناطق، بينها شمال إفريقيا. إن العالم يشهد حاليا أشد السنوات حرارة، وهو ما أدى إلى انتشار الجفاف في جميع أنحاء العالم، غير أنه في الوقت نفسه سجلت في بعض المناطق درجات حرارة هي الأكثر انخفاضا منذ سنوات. وقد كانت درجة حرارة الأرض خلال جوان الماضي الأكثر سخونة، حيث ارتفعت بما قدره 1.07 درجة مئوية مقارنة مع نفس المعدل المسجل خلال القرن الماضي، والذي كان يبلغ 13.3 درجة. يشار إلى أن موجة الحر ساهمت في ارتفاع نسبة ذوبان جليد المحيط المتجمد الشمالي الذي سجل مستويات قياسية في جوان الماضي. ورغم ارتفاع درجات الحرارة في بعض مناطق العالم، فقد سجلت الحرارة في مناطق أخرى مستويات منخفضة لم تسجل من قبل في هذه الفترة من السنة. ففي الصين، أعلن المركز القومي للأرصاد الجوية أن إقليم غيزهو الواقع جنوب البلاد شهد خلال الشهر الماضي درجات حرارة هي الأكثر برودة على الإطلاق. وفي أوروبا، أعلن المكتب الإسباني للأرصاد الجوية أن متوسط درجة الحرارة خلال الشهر الماضي في معظم مناطق البلاد، كان الأكثر انخفاضا منذ العام 1997.